قادة 6 دول يعتذرون عن الحضور، هل هو فشل القمة العربية في الجزائر قبل الانعقاد؟..”بدون عرب” للمرة الأولى

0
282

قمة مختلفة في جدول أعمالها ومخرجاتها، تسعى الجزائر البلد المنظم لها تنظيم أجندتها لتكون “بدون أغنى وأقوى الدول العربية”ـ في الوقت الذي يقترب فيه موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر، أكدت مصادر مطلعة غياب ست زعماء عرب عن القمة المزمع عقدها يومي 1 و2 نوفمبر/تشريبن الثاني الوشيك، فهل هو فشل قبل الانعقاد، أم أن القمة يمكن ان تتجاوز غياب القادة وتؤدي دورها كما يجب؟.

وكانت وكالة “الأناضول” قد ذكرت نقلا عن مصادر مقربة من لجنة تحضير القمة العربية أن “5 قادة عرب أبلغوا الجزائر، قبل بن سلمان، بتعذر مشاركتهم في القمة”مشيرة إلى أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيان.

وكانت الرئاسة الجزائرية، قد أكدت، السبت المنصرم، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لن يحضر القمة العربية التي ستعقد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني في الجزائر، وذلك امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر.

كما ينتظر أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. فيما ينتظر أن يحضر أمير قطر الشيح تميم بن حمد آل ثاني أشغال القمة.

وإضافة إلى غياب القادة الخليجيين، ينتظر أن يغيب أيضا الرئيس اللبناني ميشال عون بسبب عقد مجلس النواب جلسات لانتخاب خلف له، حيث تنتهي ولايته في 31 أكتوبر الجاري.

وقبل ذلك، كانت وسائل إعلام جزائرية قد تحدثت عن مشاركة قياسية غير مسبوقة من القادة العرب، في أشغال القمة.

وفي السياق لم يتأكد حضور العاهل المغربي أو غيايه بعد عن قمة الجزائر، لكن مع غياب أبرز الزعماء العرب، يقول عبد العالي الكارح الباحث في العلاقات الدولية إن القمة حكمت على نفسها بالفشل قبل أن يجتمع القادة، على اعتبار حجم الخلافات والهوة الكبيرة بين الدول في مختلف القضايا، وبالتالي لن تخرج بأي جديد يخص الشأن العربي، بالنظر إلى السعي الحثيث للنظام الجزائري في فرض تاريخ لعقد هذه القمة خارج التواريخ المحددة للقمم العربية السابقة، ومحاولتها فرض إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما تعارضه دول مثل السعودية وقطر والمغرب، كما حاولت في بداية الأمر إقحام موضوع جبهة البوليساريو على أجندة القمة وهو ما رفضته كل الدول العربية أو النقاش في تفاصيله.

ويبدو وفق الباحث في العلاقات الدولية عبد العالي الكارح  أن”علاقات الجزائر الإقليمية الملتسبة التي لا تتوافق مع الأمن القومي العربي خاصة مع إيران التي مازالت تحتل ثلاث جزر إماراتية، وتدعم الحوثيين في اليمن، وتحاول فرض أجندتها المذهبية في العديد من الدول أبرزها البحرين. وتقاربها مع حزب الله في لبنان ودعم جبهة البوليساريو التي تهدد أمن وسلامة أراضي المغرب، معطيات كثيرة تفرض نفسها بشكل طاغي على ترتيبات القمة، حيث يبدو أنه لم يحصل تفاهم حول مخرجاتها، فالعرب يسعون إلى إدانة السلوك الإيراني وتحميلها مسؤولية الوضع المتدهور في بعض العواصم العربية، وهذا ما تتحاشاه الجزائر” وفق المحلل السياسي.

وأكد المحلل السياسي عبد العالي الكارح أن الجزائر تحاول فرض إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما تعارضه دول مثل السعودية وقطر والمغرب، كما حاولت في بداية الأمر إقحام موضوع جبهة البوليساريو على أجندة القمة وهو ما رفضته كل الدول العربية أو النقاش في تفاصيله”.

وأشار الخبيران إلى الرهانات الأربعة التي تنتظر الجزائر خلال العام الحالي، على رأسها استضافة القمة العربية في مارس/آذار المقبل للمرة الرابعة في تاريخها، وبعد تأجيلها مرتين متتاليتين بسبب جائحة كورونا.

ويرى أحد الخبيرين أن انعقاد القمة العربية المقبلة سيكون أمام 3 سيناريوهات ستشكل تحديا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية، خاصة بعد أن أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بأن بلاده تسعى لـ”قمة جامعة وشاملة”.

أولها عقد القمة في موعدها المحدد في مارس، والسيناريو الثاني تأجيلها مرة أخرى لضمان التوافق العربي، حول عدد من القضايا الخلافية، أبرزها عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى الخلاف الجزائري-المغربي الذي ألقى بظلاله كذلك على مجمل القضايا الخلافية على الصعيد العربي.

أما السيناريو الثالث -وفق الخبير الجزائري- فقد “يكون الأسوأ” بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية وهو “نقل القمة العربية إلى بلد آخر بطلب من الجزائر”، في حال “استشعرت” الأخيرة وجود مؤشرات على فشل القمة، مثل استمرار رفض بعض الدول العربية عودة سوريا، خصوصاً أن الجزائر من رافع من أجل عودة دمشق إلى الجامعة العربية.

ويذهب بعض المراقبين إلى وضع السيناريو الثالث كخيار محتمل بعد أن اتبع الرئيس الجزائري تصريحه حول ضرورة نجاح القمة العربية بأن تكون “جامعة” أو أن يكون للجزائر “كلام آخر”.

وفي تصريحات إعلامية أدلى بها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال تبون: “نريد من القمة العربية المقبلة أن تكون قمة جامعة شاملة ولن نكرس التفرقة العربية، إما تكون قمة جامعة وإما سيكون لنا نظرة أخرى”.

تاريخ قمم الجزائر

ومنذ انضمامها إلى جامعة الدول العربية في أغسطس/آب 1962 بعد شهر من استقلالها، احتضنت الجزائر 3 قمم عربية بينها واحدة غير عادية.

القمة الأولى كانت في الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1973 في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، والذي كان مؤتمر القمة السادس في تاريخ الجامعة العربية، التي شهدت انضمام موريتانيا إلى الجامعة العربية.

ومن 7 إلى 9 يونيو/حزيران 1988 احتضنت الجزائر مؤتمر القمة العربية غير العادي الخامس في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد لبحث مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا.

أما آخر قمة عربية استضافتها الجزائر فكانت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وعقدت في الفترة من 22 إلى 23 مارس/آذار 2005، وشهدت مشاركة عدد كبير من قادة الدول العربية، بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس.