يواجه زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي الذي يرقد حاليا في إحدى مستشفيات مدريد، اتهامات من قبل صحراويين ممن كانوا محتجزين قسرا في مخيم تندوف بالجزائر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
مدريد – أفاد موقع “إستريتشو نيوز” الإسباني بأن قاضي التحقيق في مدريد، سانتياغو بيدراز غوميز، أصدر أمرا بالاستماع لزعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي في 5 مايو الجاري، إثر شكوى مقدمة ضده تتهم غالي بـ”الاختطاف التعسفي والاعتقال والتعذيب”.
بناءً على الشكوى التي تقدم بها منشق عن الجبهة يحمل الجنسية الإسبانية ويدعى ”الفاضل بريكة“، يتهم فيها قيادة الجبهة الانفصالية باختطافه واحتجازه وتعذيبه في مخيمات تندوف .
وقال المدون والناشط الحقوقي بريكة ”أنه تعرض هو و مدونين آخرين ”محمود زيدان“ و ”مولاي عبا بوزيد“، “ لاستغلال جسدي ونفسي لأنهم تجرؤوا على انتقاد الخروقات الخطيرة لحقوق الإنسان واستغلال قيادات الجبهة الانفصالية لبؤس سكان المخيمات لخدمة مصالحهم الشخصية“ حسب ما جاء في الشكوى.
وأضاف أن جسده ما يزال يحمل علامات التعذيب الذي تعرض له خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من العام 2019.
يذكر أن غالي موجود حاليا في إسبانيا لتلقي العلاج، حيث يعاني من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قال يوم السبت إن المغرب لا يزال ينتظر ردا مرضيا ومقنعا من إسبانيا بشأن قرارها السماح لزعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي بدخول أراضيها.
وكانت تقارير دولية قد اتهمت في السابق قادة البوليساريو بنهب أموال المساعدات الموجهة للصحراويين في مخيم تندوف في فضيحة فساد كبرى وجهت فيها أيضا اصابع الاتهام للجزائر التي تدعم الجبهة وتوفر لقياداتها اقامات فاخرة وحماية وغطاء سياسي لتنقلاتهم في الخارج.
ويثير احتضان السلطة الجزائرية لقادة الانفصاليين غضب لدى معظم الجزائريين بمن فيهم مسؤولون سابقون على غرار عمار سعداني الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم منذ الاستقلال.
ويعيش سعداني حاليا في فرنسا بعد أن بات ملاحقا من قبل القضاء الجزائري بسبب موقفه من النزاع في الصحراء المغربية ودعوته السلطة للتخلي عن عبثها بدعم البوليساريو، مؤكدا أن الجزائريين أولى بالأموال الطائلة التي تنفق على قادة الجبهة.
كما دعا السلطة إلى مصالحة مع المغرب والتخلي عن مسببات الأزمة (أي دعم البوليساريو) وإعادة فتح الحدود بين البلدين، معتبرا أن موقف الجزائر من النزاع في الصحراء المغربية عطل مسيرة الاتحاد المغاربي.
ولا يزال الوضع الصحي لإبراهيم غالي غامضا بعد إصابته بكورونا ونقله لإحدى المستشفيات الاسبانية في خطوة أثارت استياء المغرب لاستقبال مدريد كبير الانفصاليين، لكن الجبهة الانفصالية قالت إن وجوده في العاصمة الاسبانية كان لدواع صحية وإنسانية.
وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للانفصاليين، نقلا عن أبي بشرايا البشير الذي تقول الجبهة إنه مكلف بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أن “الحالة الصحية للرئيس غالي في تحسن مستمر”، مضيفا أنه يتعافى تحت إشراف طبي.
وأكدت مدريد أنّ “غالي نُقل إلى إسبانيا لدواع إنسانية بحتة من أجل تلقّي علاج طبّي”، من دون أن تقدم المزيد من التوضيح.
وعيّن غالي البالغ من العمر 75 عاما في 9 يوليو/تموز 2016 زعيما لبوليساريو التي أعلنت عام 1976 من طرف واحد قيام الكيان غير الشرعي المسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” خلفا للأمين العام السابق الراحل محمد عبدالعزيز.
واستأنف الانفصاليون الصحراويون القتال في نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن تحللت الجبهة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تسعينات القرن الماضي بإشراف أممي بعد عملية عسكرية مغربية جراحية في منطقة عازلة في أقصى جنوب المنطقة الصحراوية الشاسعة، حيث قامت القوات المغربية بإعادة فتح معبر الكركرات مع موريتانيا ودحر عصابات البوليساريو التي أغلقت المنفذ الحدودي لأسابيع.