في خطوة مفاجئة هزت الرأي العام المحلي، انطلقت قبائل أيتوسى في حراكٍ شعبيٍ قوي دفاعًا عن أراضيها التي اعتبرتها الدولة ساحة للاستثمار دون استشارتها. جاء هذا الحراك ليكشف عن جرح قديم يتعلق بمسألة تحفيظ الأراضي، وتفويت الملكية الجماعية لصالح الدولة دون تعويض، ما أثار حفيظة القبيلة التي رأت في هذا الإجراء تهديدًا لهويتها وكيانها الاجتماعي.
الحراك: ما بين التعبئة والتحديات بدأت قبائل أيتوسى حراكها منذ حوالي شهرين، مشكّلة تعبئة أولية تحاول من خلالها تنظيم صفوفها للرد على التحركات الحكومية. ولكن رغم أهمية هذا التحرك، فإن الكثير من المراقبين يرون أن الحراك لم يستطع بعد تحقيق التكامل والتنظيم اللازمين. فقد طغت على ردود الفعل بعض الاجتهادات الفردية التي، وإن كانت تنبع من غيرة على القبيلة، إلا أنها لم تأت مدروسة بشكل كافٍ.
الحصيلة الأولية: إيجابيات وسلبيات نجح الحراك في إثارة الانتباه لمشكلة تحفيظ الأراضي، ما أدى إلى تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات رمزية، لكنها بقيت محدودة من حيث التأثير الحقيقي. من ناحية أخرى، كشفت هذه التحركات عن نقاط ضعف مهمة تتعلق بالافتقار إلى التنسيق الداخلي والشمولية في التعبئة، وهو ما قد يضعف الحراك على المدى الطويل.
التطلعات المستقبلية: نحو حراك فعّال لتتمكن قبائل أيتوسى من حماية أراضيها وفرض صوتها في المفاوضات مع الدولة، من الضروري إعادة النظر في أساليب التعبئة الحالية. يتطلب ذلك تشكيل هيئة تمثيلية تضم الكفاءات المطلوبة وتمتلك مصداقية عالية. كما ينبغي توسيع دائرة المشاركين لتشمل جميع أبناء القبيلة، مع ضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام لتسليط الضوء على قضية الأرض وجعلها قضية رأي عام.
الختام: الحراك بين التحديات والفرص تظل قبائل أيتوسى أمام تحدٍ كبير يتمثل في كيفية تحويل هذا الحراك من مجرد احتجاج إلى قوة تفاوضية تضمن حماية حقوقها وتُبقي الاستثمار في إطار يحترم كرامة ومصالح أبنائها. فهل ستنجح القبيلة في تحقيق أهدافها أم أن الدولة ستتمكن من فرض رؤيتها في النهاية؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات.