قبل أن تتحرك أنطاليا… المغرب كان يخطط للمستقبل: الجامعة الملكية للكيك بوكسينغ تبنّت رؤية استباقية توازي البرنامج العالمي الجديد

0
122

شهدت مدينة أنطاليا بتركيا يوم 30 مايو 2024 الإعلان عن برنامج جديد للمجلس العالمي للمواي طاي الاحترافي (WMC)، بشراكة مع الاتحاد الدولي IFMA، لتأهيل اللاعبين نحو الاحتراف، في اجتماع رفيع المستوى حضره الأستاذ إدريس الهلالي، نائب رئيس الاتحاد الدولي وعضو المجلس العالمي، إلى جانب عدد من قيادات الاتحادات الوطنية.

البرنامج الجديد لا يمثل مجرد مبادرة تنظيمية عابرة، بل يشكل إطار عمل عالميًا واضحًا ومفتوحًا للجميع، يقوم على تصنيف رسمي للاعبين وتتبع للبطولات المحلية المصادق عليها دوليًا، ويضع شرطًا مركزيًا: ضرورة التجاوب السريع والاستعداد التنظيمي، اللوجستي والمعرفي من جانب الاتحادات الوطنية.

استباق لا يمكن تجاهله

في خضم هذا التحول، تبرز معطيات حصلت عليها مجلة MMAMAG وجريدة المغرب الآن، تفيد بأن الجامعة الملكية المغربية للكيك بوكسينغ والمواي طاي والرياضات المشابهة كانت قد تبنّت قبل فترة رؤية متقدمة تقوم على تفويض تنظيم البطولات الاحترافية لشركة وطنية مغربية متخصصة، تتوفر على بنية تحتية قوية وتجربة معتبرة في الإنتاج والنقل الرياضي، ما يجعلها جاهزة للتعامل مع شروط هذا البرنامج العالمي الجديد.

إننا هنا أمام رؤية استباقية ثاقبة من الجامعة المغربية، تنمّ عن قدرة على قراءة التحولات الدولية قبل أن تتبلور رسميًا، الأمر الذي يطرح أسئلة جادة:

  • هل نحن أمام نموذج مغربي قادر على المساهمة في صياغة مسار الاحتراف القاري بدل الاكتفاء بردّ الفعل؟

  • وهل تصبح هذه الشركة الوطنية، التي كانت في قلب هذه الرؤية، طرفًا موثوقًا في تنفيذ البرنامج الدولي؟

  • وهل تسير الجامعة المغربية نحو ترسيخ دورها كفاعل مؤثر في هندسة المرحلة المقبلة عالميًا؟

القيادة من الداخل لا الهامش

إن البرنامج الذي أطلقه WMC وIFMA ليس فقط آلية تنظيم، بل تحوّل جذري في طريقة إدارة المواي طاي على المستوى الدولي. وهنا، تبرز أهمية القيادة المغربية، وخصوصًا الأستاذ إدريس الهلالي، ليس كردّ فعل، بل كفاعل مركزي في هذا المسار.

فلربما هي الفرصة الذهبية لإبراز نجم الأسماء الوطنية المؤثرة، التي راكمت تجربة وخبرة تنظيمية ودبلوماسية ورياضية واسعة. لكن ذلك لا يتحقق إلا بجرأة قرارات تتجاوز البيروقراطية والتردد، وتمنح زمام القيادة لمن يستطيع إدماج المغرب فعليًا في هذا التحول العالمي.

من التخطيط إلى المبادرة

وإذا كان الإعلان في أنطاليا قد شكّل لحظة رسمية لهذا التحوّل، فإن الجامعة المغربية كانت قد بدأت في بلورة أدوات تنفيذ محلية منذ مدة، ما يضعها في موقع متقدم إذا ما تم استثمار هذه الخطوات بحكمة.

إن المطلوب الآن هو:

  • تحويل هذه الرؤية إلى سياسة وطنية متكاملة

  • إشراك كل الكفاءات الوطنية المؤهلة

  • والتواصل مع الجهات الدولية المعنية للاعتراف بالدور المغربي كمحور إقليمي في تطوير الرياضات القتالية الاحترافية

المستقبل قد يكون مغربيًا… إذا اقتنصنا اللحظة

ما نعيشه ليس مجرد نقلة تقنية أو إدارية، بل تغيير في قواعد اللعبة عالميًا. وإن كانت بعض الدول ستتأخر في الفهم أو التفاعل، فإن المغرب أمام فرصة استثنائية للتموقع كفاعل محوري في إفريقيا والعالم العربي، لا فقط في التتبع والتنفيذ، بل في صياغة المسار.

الكرة اليوم في ملعب الجامعة، واللحظة تحمل إمكانيات غير مسبوقة… فهل ننتقل من ردّ الفعل إلى قيادة التغيير من الداخل؟