قصص إنسانية موجعة.. زلزال المغربي يخطفها المعلمة فاطمة مع 5 من تلامذتها و6 مدرّسين أخرين

0
305

 سبعة مدرّسين لقوا حتفهم (4 مدرسين و 3 معلمات)، في أعنف زلزال تشهده المملكة منذ أكثر من قرن.

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب، مساء الأحد، تعليق الدراسة في القرى والدواوير الأكثر تضررا داخل أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، التي ضربها الزلزال المدمر، وذلك اعتبارا من الإثنين، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية محلية.

وقالت الوزارة إن الحصيلة المؤقتة “شملت أيضا إصابة 39 مدرس ومعلمة بإصابات مختلفة.

في سياق متصل ، رجعت المعلمة فاطمة (34 سنة) من مدرستها الابتدائية منهكة الجمعة، سعيدة بعودة الموسم الدراسي مع تلاميذها، وبينما كانت تستعد للنوم، ضرب الزلزال المدمر بلدها المغرب ليخطفها مع 5 من تلامذتها.

سنوات الدراسة بقرية امسلي بمحافظة الحوز جعلت من فاطمة أكثر من معلمة، فأهالي القرية يعرفونها ويحترمونها كثيرا نظير تعليمها ومواكبتها لكل صغيرة وكبيرة لأبناء القرية.

ووصفت مليكة، صديقة فاطمة (غير متزوجة)، الزلزال بـ”المرعب” والليلة بـ”المخيفة” على سكان القرية وإقليم الحوز كاملا.

وأضافت في حديث مع الأناضول “تأثرنا كثيرا بسبب الزلزال من الناحية النفسية، خاصة أن عدد الوفيات مرتفع، من بينهم المعلمة صديقتي في المدرسة الوحيدة في القرية منذ 4 سنوات”.

وبمسحة من الحزن والأسى، حكت مليكة عن تفاصيل حادثة مصرع صديقتها التي توفيت إثر انهيار سقف منزلها، حيث لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل توفي أيضا 5 من تلامذتها.

ويقطن التلاميذ الخمسة نفس القرية، اثنان منهم في الصف الثاني وواحد في الصف الثالث واثنان في الصف الخامس.

وأشادت بخصال وأخلاق المعلمة، حيث ترك رحيلها حالة من الحزن والأسى لدى سكان القرية، الذين يبيتون بالخيم، لأن الهزة الأرضية دمرت المباني، والحياة تحولت إلى دمار وذكريات.

الطبيعة الجغرافية المشكلة الحقيقية في وصول المساعدات للقرى الأكثر تضرراً في المغرب

وخلف الزلزال تداعيات كبيرة بالقرية، حيث انهارت المدرسة والكثير من المباني الأخرى وتوفي العديد من الأفراد، كما سقطت المؤسسة الإعدادية التي توجد بالقرية المجاورة ودار الطالبة.

وليست فاطمة المعلمة الوحيدة التي فارقت الحياة بعد مسار حافل من تعليم أبناء الشعب وتكوينهم، بل إن الأمر طال 7 معلمين، بحسب حصيلة غير نهائية.

وقالت وزارة الوطنية والتعليم الأولي المغربية إنها سجلت وفاة 7 أساتذة (4 أساتذة و3 معلمات) خلال الأيام الثلاثة الأولى من الزلزال، فضلا عن إصابة 39 من المعلمين والمعلمات بإصابات متفاوتة.

وفيما يتعلق ببيانات المؤسسات التعليمية، فقد تضرر ما مجموعه 530 مؤسسة تعليمية و55 مدرسة داخلية بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة، وتتركز في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

وكشفت الوزارة أنها تعمل على “حصر الأعداد المرتبطة بالوفيات والإصابات في صفوف أسرة التربية والتكوين وكذلك الأضرار المادية في المؤسسات التعليمية وإيجاد الصيغ المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية وذلك بانخراط وتعبئة جميع الفاعلين، من أطر تربوية وإدارية ومديري الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية وبتنسيق تام مع السلطات العمومية والترابية والمحلية”.

جلالة الملك المفدى يتفقد المصابين ويتبرع بالدم..المبادرة الملكية شكلت دعماً معنوياً كبيراً للمتضررين وأسرهم

وتوقفت الدراسة في القرى والمدن المتضررة من الزلزال، فبعد أسبوع بات تلاميذ المنطقة يدرسون معاني الدمار والزلزال عن قرب ويبيتون في الخيم وينتظرون مستقبلا لعله يكون أفضل من هذه الذكرى الأليمة.

وواصلت فرق الإنقاذ بالمغرب اليوم الأربعاء عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم السادس، حيث أخرجت جثثا من تحت الأنقاض في مناطق متفرقة.

وأدى تباعد القرى وطرقها الوعرة إلى صعوبة عمل الفرق، حيث تتواجد فوق جبال شاهقة، مثل القرى التابعة لمدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت. كما ساهم الزلزال في تساقط أحجار ضخمة على الطرقات تُعيق عمل الجرافات.

وبلغت قوة زلزال المغرب الجمعة 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه منطقة الحوز (وسط) وضرب عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”.

ووفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية الثلاثاء أودى الزلزال بحياة إلى حدود الساعة السابعة من مساء اليوم الأربعاء ، 2946 شخصا، تم دفن 2944 منهم، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5674 شخص.