قضية الصحراء المغربية: الجزائر تعيد طرح مقترح التقسيم والمغرب يعتبره “مولودا ميتا”

0
81

في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، كشف السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، عن تفاصيل تتعلق بمقترح تقسيم الصحراء الذي قدمه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا.




وأوضح هلال أن هذا المقترح يعود أصله إلى الجزائر، التي أحيت هذه الفكرة في محاولة لامتصاص الضغط الدولي، رغم علمها أن المغرب يرفضه بشكل قاطع.

الخلفية التاريخية للمقترح: إعادة إحياء أفكار قديمة

وفقًا لتصريحات هلال، يعود أصل مقترح التقسيم إلى فترة سابقة في عهد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، عندما اقترحه المبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر عام 2001، بهدف إيجاد حل للنزاع حول الصحراء.

ويؤكد هلال أن الجزائر تعود لإحياء هذا المقترح كلما شعرت بضغوط دولية تفرض عليها اتخاذ مواقف محددة.

فهل يمكن أن يكون طرح هذا المقترح المتكرر محاولة للالتفاف على الحلول الواقعية التي تلاقي دعما دوليا؟

الورطة الجزائرية في السياق الدولي: ضغوط متزايدة واعترافات بمغربية الصحراء

يتسم السياق الدولي الحالي بوضوح في مواقف عدة دول كبرى تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وعدد من الدول الأوروبية.

وفي هذا السياق، يرى المغرب أن الجزائر تحاول تجنب الضغط الدولي بإعادة طرح مقترح التقسيم، الذي يعتقد هلال أنه “مولود ميت”، وذلك في محاولة للحد من الدعم المتزايد لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي.

الصمت الجزائري: هل هو تكتيك دبلوماسي أم غياب للبدائل؟

يبقى الموقف الرسمي الجزائري غامضًا إزاء مقترح التقسيم، حيث تجنبت الجزائر التصريح بأي موقف واضح بعد عرضه في مجلس الأمن، في حين أعلنت جبهة البوليساريو رفضها الصريح لهذا المقترح.

يطرح هذا الصمت الجزائري تساؤلات حول مدى التزام الجزائر بالحلول السياسية الدولية. فهل يعكس هذا الصمت تخوفًا من فقدان المصداقية أمام المجتمع الدولي، أم هو محاولة لتجنب المزيد من الضغوط؟

سؤال للمبعوث الأممي: هل مقترح التقسيم مبادرة أم ضغط جزائري؟

في تعقيب له، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن على المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أن يوضح مصدر هذا المقترح، وأشار إلى أن هناك جهات دفعت لإعادة إحياء فكرة التقسيم، وهو ما قد يثير استفسارات حول حيادية المبعوث الأممي.

هذه التصريحات تسلط الضوء على مسؤولية المبعوثين الدوليين في توخي الحذر عند طرح مقترحات قد تكون منحازة. فهل يستطيع دي ميستورا الرد على هذه التساؤلات لتبديد أي شكوك حول حيادية عمله؟

تجاهل المقترحات الجزائرية: استراتيجية المغرب لتعزيز الوحدة الترابية

بالمقابل، أكد المغرب موقفه الواضح برفض تقسيم الصحراء، معتبرا أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والوحيد لإنهاء النزاع. يعكس هذا الرفض المغربي قوة الدبلوماسية الملكية وثباتها في الدفاع عن الوحدة الترابية، مع حشد دعم دولي متزايد لهذه القضية.

السؤال هنا: هل سيبقى المغرب متمسكًا بهذه الاستراتيجية، أم أن الضغوط المتزايدة ستجبره على قبول طرح آخر غير مرغوب فيه؟

خاتمة: الجزائر في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة

يبدو أن الجزائر تجد نفسها في موقف صعب، مع تزايد الدعم الدولي للمغرب وتراجع صدى مقترحاتها التي لا تلقى ترحيبًا دوليًا. فهل سيؤدي الضغط الدولي إلى تراجع الجزائر عن مواقفها وفتح الباب لحل سياسي واقعي يدعم استقرار المنطقة؟