في خطوة تثير تساؤلات حول توقيتها وأهدافها، قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط إحالة الصحفي حميد المهداوي، مدير موقع “بديل”، إلى المحاكمة بتهم تتعلق ببث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف التشهير، بالإضافة إلى القذف والسب العلني. التهم تأتي في أعقاب شكاية قدمها وزير العدل والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، مما يفتح الباب أمام مواجهة قانونية بين الصحافة والسلطة السياسية في المغرب.
خلفية القضية: استدعاء وتحقيق طويل
بدأت فصول هذه القضية عندما استدعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء الصحفي المهداوي في 17 فبراير الماضي. التحقيق استمر لأكثر من تسع ساعات، في سياق الشكاية الجديدة التي قدمها الوزير وهبي. هذه الشكاية تتعلق بمحتوى نشره المهداوي على موقعه الإلكتروني “بديل”، والذي يبدو أنه أثار غضب الوزير ودفعه إلى اللجوء للقضاء.
التوقيت: لماذا الآن؟
ما يثير الاهتمام في هذه القضية هو توقيتها. هل اختيار هذا التوقيت لمحاكمة المهداوي له أبعاد سياسية؟ وهل يعكس توترات داخلية في الساحة السياسية المغربية؟ هذا التوقيت يطرح أسئلة عديدة حول العلاقة بين الإعلام والسلطة، خاصة في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها المغرب.
الأبعاد القانونية: حرية الصحافة في الميزان
القضية تحمل في طياتها أبعادًا قانونية هامة تتعلق بحرية الصحافة وحدودها في المغرب. فهل يواجه المهداوي محاكمة عادلة، أم أن القضية تهدف إلى تقييد حرية التعبير وتخويف الأصوات الناقدة؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، وسيكون على المحكمة أن تبت فيها في الجلسات القادمة.
ردود الفعل: ماذا عن الصحافة والمجتمع المدني؟
من المتوقع أن تثير هذه القضية ردود فعل واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والصحفية، ليس فقط في المغرب بل على المستوى الدولي أيضًا. كيف ستتعامل هذه المنظمات مع هذه المحاكمة؟ وهل ستتمكن من التأثير على مجريات القضية؟
المستقبل: ما الذي ينتظر المهداوي؟
الجلسة الأولى للمحاكمة ستعقد يوم 9 شتنبر القادم، وسيكون عليها الإجابة على العديد من الأسئلة الهامة.
كيف سيستطيع المهداوي الدفاع عن نفسه؟ وما هي الأدلة التي سيقدمها للدفاع عن موقفه؟ وكيف ستؤثر هذه القضية على مستقبل الصحافة المستقلة في المغرب؟
هذه القضية تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام المغرب بحرية الصحافة واستقلالية القضاء، وستكون لها تداعيات بعيدة المدى على المشهد الإعلامي والسياسي في البلاد.