قمة روسيا – أفريقيا تعتمد خطّة عمل مشتركة لـ 3 سنوات..المغرب ملتزم بشراكة استراتيجية مع روسيا

0
400

أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمام المشاركين في الدورة الثانية لقمة روسيا-أفريقيا المنعقدة حاليا بمدينة سان بطرسبورغ، أن المغرب ملتزم بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا.

وأضاف رئيس الحكومة، أن الدورة الثانية للقمة الروسية الأفريقية، تعكس عزم فدرالية روسيا على تعزيز العلاقات الودية والتعاون البناء مع البلدان الأفريقية المشاركة، ودعم جهودها لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة مختلف التحديات التي تواجهها بشكل فعال.

وأوضح أخنوش في كلمة له بالجلسة الثانية للقمة اليوم الجمعة، أن المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، عمل على تنويع شراكاته الاستراتيجية، إذ أضحى وضع القارة الأفريقية ومستقبلها، في ظل هذه الرؤية الملكية، أولوية محورية للسياسة الخارجية المغربية.

وتنطلق الرؤية الملكية، وفق ما جاء في كلمة عزيز أخنوش، أن أفريقيا تتوفر على إمكانات بشرية وطبيعية هائلة، وتطمح بشكل مشروع إلى تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقـية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية. وبالتالي فإنه يحق لدول قارتنا، باستقلالية تامة، أن تحـدد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تعتزم إقامتها مع مختلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، بما يراعي مصالحها الحيوية.

وأوضح رئيس الحكومة، أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان سباقا إلى التنبيه إلى ضرورة تغيـير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التقليديين، حيث عبر عن ذلك عدة مرات، وخاصة في خطابه الذي ألـقاه جلالته في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله «فـقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقـدر ما تحتاج لشراكات ذات نـفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية”.

وشدد أخنوش، على أن “المملكة المغربية حافظت على علاقات دبلوماسية متـميزة مع روسيا منذ القرن الثامن عشر، وتعززت هذه العلاقات بشكل كبير منذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016، التي تـم خلالها إرساء شراكة استراتيجية مـعمقـة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي”.

وتابع أخنوش أن “هذه القمة تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم.

وفي هذا السياق، يضيف رئيس الحكومة تـشدد المملكة المغربية على احترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة؛ و احترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة؛ والتـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة. مشددا على أن هذه المبادئ هي المحددات الجوهرية والأساسية التي يـنبني عليها موقف المغرب فيما يتعلق بالأزمات الراهنة”.

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أنّ المشاركين في القمة الروسية – الأفريقية وافقوا على إعلان القمّة الثانية واعتمدوا خطّة عمل مشتركة حتى عام 2026.

وأكّد الرئيس بوتين أنّ “القادة الأفارقة عبّروا عن رغبتهم السياسية في التعاون مع روسيا”، مشدداً على أنّ موقف روسيا وأفريقيا موحّد بشأن تشكيل نظام عالمي عادل ومُتعدد الأقطاب يقوم على مبادئ القانون الدولي.

وقال بوتين إنّ روسيا اتفقت مع البلدان الأفريقية على العمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على الدول الأفريقية.

واتفقت روسيا وأفريقيا على زيادة التجارة نوعاً وكماً، فضلاً عن استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية، وفق الرئيس الروسي.

ولفت بوتين إلى أنّ الشركات الروسية منفتحة على نقل التكنولوجيا في الإدارة العامة والقطاع المصرفي إلى الدول الأفريقية.

كما أكّد أنّ روسيا ستواصل إمداد الدول الأفريقية بالحبوب سواء على أساس تجاري أو مجاني.

واليوم، أعلن بوتين، أنّ روسيا ستخصّص نحو 90 مليون دولار إضافية للدول الأفريقية لتخفيف الديون، كاشفاً أنّه حتى الآن تمّ شطب نحو  23 مليار دولار من الديون الأفريقية على روسيا.

هذا، وعقدت موسكو قمة روسيا – أفريقيا الثانية، إضافة إلى المنتدى الاقتصادي الروسي – الأفريقي، في الفترة 27 – 28 تموز/يوليو الجاري، في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.

وتعتبر القمة الروسية الأفريقية، الحدث الرئيسي والأكبر في العلاقات الروسية الأفريقية. إذاتهدف إلى تحقيق “مستوى جديد نوعياً للشراكة المتبادلة المنفعة التي تلبّي تحديات القرن الحادي والعشرين”.

ويدعو هذا الحدث إلى “تعزيز التعاون الشامل والمتساوي بين روسيا والدول الأفريقية في جميع أبعاده السياسة والأمنية والاقتصادية والمجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية”، بحسب منظّميه.

كما يُعدّ المنتدى الاقتصادي المنعقد في إطار القمة الروسية الأفريقية الثانية حدثاً فريداً من نوعه في علاقات روسيا مع دول القارة الأفريقية، ويهدف لتنويع أشكال ومجالات التعاون الروسي الأفريقي، وكذلك تحديد تطوّر هذه العلاقات على المدى الطويل.

ومن الجدير بالذكر أنّ القمة الروسية – الأفريقية الأولى، عُقدت في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، بمدينة سوتشي الروسية.