قنواتنا بين سطوة الإملاءات واختناق الرسالة الإعلامية: كيف نعيد تعريف وظيفة الإعلام؟

0
71

في تدوينة لافتة نشرها الدكتور عبد السلام فزازي على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، طرح الأكاديمي المغربي قراءة نقدية جريئة لمآل الإعلام العربي، في ظل هيمنة الإملاءات الدولية والارتهان للتمويل الخارجي، مما جعله – وفق تعبيره – سلاحًا أشد فتكًا من الجيوش، لكنه للأسف ليس في يد الشعوب، بل في يد من يصوغ أجندات المنطقة من خلف الستار.

فإلى أي مدى تحوّل الإعلام العربي من وسيلة تنوير إلى أداة تقييد؟ وهل ما زال ممكنًا الحديث عن “إعلام وطني” في فضاء مرتهن؟

الإعلام… حين يُجرد من رسالته

في نظر الدكتور فزازي، ما تعيشه اليوم القنوات العربية ليس تراجعًا في الأداء فقط، بل انفصالًا تامًا عن رسالتها الأصلية التي كان يُفترض أن تعبّر عن صوت الشعوب. فالقنوات التي كان يجب أن تكون انعكاسًا للواقع المجتمعي، صارت مجرد واجهات تُملى عليها التعليمات، في مشهد يشبه – كما وصفه الكاتب – من يُلقى به في البحر مكبّل اليدين ويُطلب منه ألّا يبتل.

سؤال محوري: كيف يمكن لقنوات لا تملك قرارها التحريري أن تنقل حقيقة المجتمعات التي تمثلها؟

التمويل الخارجي… الوجه الآخر للوصاية

من بين أهم النقاط التي أثارها الدكتور فزازي، ما أسماه بـ”الوصاية الخفية” التي تمارسها مؤسسات التمويل الدولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، على الإعلام العربي. إذ يرى أن التمويل المشروط يفرض واقعًا يُجبر القنوات على الانخراط في “مسرحيات إعلامية” لا علاقة لها بالواقع، تُغيّب القضايا الجوهرية وتُستبدل بمضامين تافهة.

سؤال مفتوح: هل تراجع الإعلام العربي سببه ضعف الإرادة الذاتية أم ضغوط الخارج؟ وأين هي الدول القادرة على حماية استقلالية إعلامها دون الوقوع في فخ التمويل السياسي؟

مشهد إعلامي مأزوم… وأحلام مؤجلة

في خضم هذا التشخيص، تساءل الدكتور فزازي إن كانت قنواتنا العربية لا تزال تملك هامشًا للتعبير الحر، في ظل سياسات إقليمية ودولية تُمسك بمفاتيح القرار. ويخلص إلى نتيجة موجعة مفادها أن الإعلام العربي بات “يتنفس داخل غرف انتظار بلا نوافذ”، حيث تتجمّد الطموحات، ويُعاد إنتاج الخطاب المُعلّب الذي لا يعكس قضايا المواطن بقدر ما يرسّخ خنوعًا جماعيًا.

سؤال تحليلي: هل آن الأوان لإعادة هندسة علاقة الإعلام بالسلطة والمجتمع، وبناء نموذج إعلامي بديل قادر على الموازنة بين المهنية والاستقلالية؟