كبارنا على رؤوسنا

0
230

بقلم د اسامة ال تركي

في الحقيقة منذ أن بدأت اكتب مقالاتي منذ ربع قرن تقريبا ، لم أتهجم قط على أي شخص، ولم أستخدم قلمي أبدا لأي مصالح شخصية. حيث تعلمت من الوالد رحمة الله عليه، والذي كان كاتبا معروفا وسخر قلمه لخدمة المجتمع، بأن الكتابة رسالة ساميه ومسؤولية كبيرة وأمانة في عنق كل كاتب.

ما دفعني اليوم للكتابة مقاله الكاتبة السعودية ميسون التي طرحت موضوع في غاية الأهمية وكتبت في مقدمة المقاله كلام جعل الكثير من الناس يفهمونها بشكل خاطئ مما تسبب في هجوم شرس عليها من قبل الكثير من الكتاب والقراءه وهي إرادات بأسلوب ساخر ان ترد علي المسئولين الذين لم يولوا الاهتمام بالمتقاعدين وكبار السن وعمل جميع التسهيلات لهم أسوة بالحكومات الاوروبيه والأمريكية.

ولكن انا ومثلي من الكتاب الذين كتبوا في هذا الأمر وننقل معاناة المتقاعدين ونطرق جرس الإنذار ونقول بأن علينا أكرامهم وتوفير لهم كل الإمكانيات التى تجعلهم يعيشون باقي عمرهم في راحه واطمئنان.

لماذا المتقاعد في الدول الأوربية يعيش في سعادة وهناء ويجد كل سبل الراحة من خدمات طبيه ومورد مالي يكفيه ويجعله يسافر الي جميع بقاع العالم دون أي عناء .

كيف وقد أمرنا ديننا ان نوقر كبيرنا، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر”.

ألم نفكر لحظة بأن من نتحدث عنهم هم في الأصل من ربّونا وأشرفوا علينا وتعلمنا واكتسبنا خبرتنا منهم وهم من وضعوا لنا الأسس الصحيحة حتى نكون علي ما نحن عليه الآن.

لماذا نهمشهم ولا نستفيد من خبرتهم ، ليس فضلا أو منٌه من الدولة فحتى تعويضاتهم التي يستلمونها حاليا كانت تستقطع من رواتبهم ولا أحد له فضل عليهم.

لماذا الدولة لا تستفيد من تلك الخبرات المتراكمة في جميع القطاعات لماذا لا ننشي مركز يتبع للحكومة يتم استقطاب أصحاب الخبرات والذين مازالوا لديهم الطاقة والامكانيات للاستفادة منهم كمستشارين .

ان لكبار السن الفضل الكبير علينا وعلى مجتمعنا الذي وصل الى ماوصل له الآن، بتضحياتهم وعلمهم ووقتهم وصحتهم .

ندعو الله أن يطرح البركة فيهم ويكونون خيمة على رؤوسنا .

 

تقرير : الصحة والتعليم من أكثر القطاعات فسادا في المغرب..قرارات”ارتجالية”و مبادرات”مثيرة للسخط” تصعّد الاحتجاجات