خاطب الملك الراحل الحسن الثاني تغمذ الله برحمته وطيب ثراه أعضاء الجالية اليهودية المغربية في أمريكا الشمالية في خطاب حميمي أسال دموعا كثيرة ولكنه أثار أيضا ضحك ضيوف الملك الراحل. خطاب مؤثر بقدر ما كان خطابا متبصرا من عدة نواح.
وحيى الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وتغمذه برحمته، الذي كان واقفا ومحاطا بأفراد العائلة الملكية، ضيوفه وصلى على رسول الإسلام وكذا على النبي موسى.
من خلال استحضار المشاعر والتعبير عن مغربية هذه الجالية وتعلقها بالعرش، شكر الملك ضيوفه واستحضر “هذه اللحظات القوية” التي قضاها برفقتهم والتي “لن ينساها أبدا”.
ثم واصل الملك الراحل الحسن الثاني حديثه باستحضار حكاية ذات رمزية كبيرة، ستثير مشاعر الحاضرين. وقال: “كان لدي صديق يهودي في فرنسا، وهو غير مغربي ويسمى البروفيسور ستيغ”، وأضاف: “الحمد لله أني لست مريضه، ولكني أعرفه منذ زمن طويل”، وهو ما أثار ضحك الحضور.
أثر كلام الملك الحسن الثاني في نفوس الجالي اليهودية المغربية بأمريكا
وكما يقول بندار بأن: “ما يقوله الإنسان من كلام جيد يقوله بصوت لا يموت أبداً”. ويقول هوميروس بأنه: “لقد توقف ولكن الصوت الممتع ما زال في آذانهم حتى كأنهم ما زالوا يستمعون”. فاللسان الكسلان يخرج ألفاظاً كسولة، والشفاه المتجمدة تجعل الصوت غير واضح، والأصوات المحبوبة تجني ثماراً طيبة. وكما يقول ريد فاريل بأن: “نغمات الصوت الفضية تعطي نتائج ذهبية”.
ويقول أرسطو بأن: “الخطابة هي القدرة على النظر في كل ما يوصل إلى الإقناع في أي مسألة من المسائل”. وكما قال تعالى: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” سورة النحل الآية 125.
ثم واصل الملك الراحل حكايته بالقول: “لذلك كل عام، أنا من المسلمين القلائل الذين يصلون مائة مرة من أجل روح نبينا موسى في تلك الليلة. وأنا أصلي على روحه، أفكر في كل يهودي مغربي حول العالم. أدعو له متمنيا له السعادة وأسأل الله أن يعود إلى بلده، ويسير فيها، ويزورها (…) ويزور المقابر اليهودية”. هذه الكلمات المفعمة بالعاطفة كانت له تاثير واضح على الحضور.
وتابع قائلا: “أنتم رعايانا. لديكم خصوصية كبيرة مقارنة باليهود الآخرين. يمكنك أن تسأل أي شخص عن مكان والدك، وأين دفن جدك، وأين نشأت؟ يجيب بأنه لا يعرف. ولكن أنتم منحكم الله كرامة غريبة”.
وأوضح الملك الحسن الثاني قائلا: “أولا لقد سبقتم العرب إلى المغرب. يقول بعض المؤرخين، ولا أعرف ما إذا كان هذا صحيحا أم لا، أنه بدلا من اتباع النبي موسى وعبور البحر الأحمر للذهاب شرقا، خاف البعض الآخر من البحر وجاؤوا إلى هنا”.
وقال الملك الراحل: “الحمد لله جاؤوا إلى هنا واستوطنوا هنا”، وأضاف “يمكنكم أن تعرفوا المكان الذي دفن فيه آباؤكم وأجدادكم، ولكن لديكم أيضا ميزة آخرى وأريدكم أن تحافظوا عليها، وهي ميزة ثقافية ودينية في نفس الوقت. من المعروف للجميع أن المدرسة التلمودية المغربية هي أفضل مدرسة تلمودية في العالم”.
وأوضح العاهل الراحل قائلا: “بالطبع، الحاخامات عندنا متشددون بعض الشيء (قاسحين شوية بالدارجة المغربية)”، مؤكدا أن “كل الحاخامات في العالم يأتون للتشاور معهم لمعرفة ما يقوله الدين العبري الأصيل. إنهم لا يذهبون إلى أي مكان آخر لمعرفة المزيد عن دينهم، بل يأتون إلى المغرب كما الحال بالنسبة لكم ممن يبحثون عن المغرب لاكتشاف ثقافتكم وأصولكم”.
وواصل الملك الراحل حديثه بعدة أدعية موجهة إلى رعاياه، داعيا الله بشكل خاص “أن يحافظ إلى الأبد على هذه الرابطة بينكم وبين وطنكم”. “قولوا آمين”، هكذا حث الحضور على الدعاء بشكل جماعي من خلال ترديد عبارة “آمين”.
واختتم الحسن الثاني كملته بالقول “كونوا على يقين كما كان أسلافنا وأجدادنا كما سيكون أولادنا وأحفادنا ستكونون أنتم كإخوانكم المسلمين، جزءا منا وسيكون من الواجب الحفاظ على حقوقكم وأمنكم وحريتكم”.
الحكومة الاسرائيلية تصادق على تعيين عمير بيرتس “من أصول مغربية” رئيسًا للصناعات الجويّة