“كيف ستواجه الشراكة بين الجامعة الملكية وOCP تحديات الحوكمة وتكافؤ الفرص في تطوير كرة القدم؟”

0
203

تحليل توقيع اتفاقية بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط: هل تساهم في تعزيز تطوير المواهب الرياضية؟

في يوم الثلاثاء 13 غشت 2024، شهدت مدينة المضيق توقيع اتفاقية هامة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، إلى جانب شركاء من القطاع الخاص. هذه الاتفاقية تهدف إلى إنشاء صندوق خاص لتمويل وتطوير تكوين المواهب الرياضية.

إلا أن هذا التوقيع يثير تساؤلات حول فعالية هذه المبادرة في ظل غياب كليات متخصصة في التربية البدنية والرياضة، ونقص الحوكمة وتكافؤ الفرص.

غياب المؤسسات الأكاديمية المتخصصة

في معظم البلدان، تعتمد عملية تطوير المواهب الرياضية بشكل كبير على وجود كليات ومعاهد متخصصة في التربية البدنية والرياضة. توفر هذه المؤسسات التكوين الأكاديمي والتدريبي اللازم للرياضيين وتدربهم بأساليب علمية متقدمة. لكن في المغرب، يفتقر النظام الرياضي إلى مثل هذه المؤسسات المتخصصة، مما يطرح تساؤلاً حول كيفية تطوير المواهب بشكل فعّال دون هذه الأسس الأكاديمية.

سؤال: كيف يمكن للمغرب أن يحقق نتائج إيجابية في تطوير المواهب الرياضية دون وجود كليات متخصصة في التربية البدنية والرياضة، والتي تلعب دوراً حاسماً في التكوين الأكاديمي والتدريبي؟

تحديات الحوكمة وتكافؤ الفرص

رغم توقيع الاتفاقية وتأسيس الصندوق، تظل مسألة الحوكمة وتكافؤ الفرص من القضايا الأساسية التي تؤثر على فعالية هذه المبادرة. غياب الشفافية في إدارة الموارد وعدم تكافؤ الفرص في التكوين يمكن أن يعوق تحقيق أهداف الصندوق. من الضروري أن يترافق إنشاء الصندوق مع نظام إداري فعال يضمن الشفافية ويحقق عدالة في توزيع الفرص بين المواهب الصاعدة.

سؤال: كيف يمكن ضمان تطبيق مبادئ الحوكمة الجيدة وتكافؤ الفرص في مراكز التكوين التي سيتم تمويلها من الصندوق، خاصة في ظل وجود تحديات في الشفافية وإدارة الموارد؟

الاستدامة والفعالية

تعد مسألة الاستدامة من أهم العوامل التي تحدد نجاح أي مبادرة. إن إنشاء صندوق لتمويل التكوين ليس كافياً بحد ذاته؛ بل يتطلب أيضاً استدامة في التمويل واستراتيجية واضحة لضمان الاستمرارية وتحقيق الأهداف.

سؤال: ما هي الاستراتيجيات التي ينبغي اعتمادها لضمان استدامة الصندوق وضمان تحقيق أهدافه في تطوير المواهب الرياضية بشكل مستدام وفعّال؟

تكرار الشراكات وتجربة الماضي

في الماضي، نظمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عدة مبادرات شراكة مماثلة، بما في ذلك الشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج لتطوير المواهب المهاجرة، ومبادرات مع الفيفا. إلا أن نتائج هذه المبادرات لم تكن دائماً ملموسة بشكل كافٍ، مما يثير التساؤل حول فعالية هذه الشراكات في تحقيق أهدافها الفعلية.

سؤال: هل يمكن للاتفاقية الجديدة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن تتجاوز التجارب السابقة وتحقق نتائج ملموسة في تطوير المواهب، أم أنها ستظل قيد التجريب دون تحقيق الأثر المرجو؟

خلاصة

تعتبر الاتفاقية التي وقعت بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط خطوة هامة نحو تحسين وتطوير المواهب الرياضية في المغرب. ومع ذلك، يبقى من الضروري معالجة قضايا غياب المؤسسات الأكاديمية المتخصصة، تحديات الحوكمة وتكافؤ الفرص، وضمان استدامة الصندوق لتحقيق نتائج ملموسة.

سؤال أخير: ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لضمان أن تسهم هذه الاتفاقية في تطوير فعّال ومستدام للمواهب الرياضية في المغرب، والتغلب على التحديات الحالية؟