لا تزال الحكومة المغربية تتجاهل معاناة و قلقهم أولياء أمور الطلاب العائدين من أوكرانيا على مصير أبنائهم، في وقفة سلمية نظمها عشرات الأسر أمام مقر وزارة التعليم العالي والابتكار بالعاصمة المغربية الرباط، مطالبين بإيجاد حل استعجالي لأولادهم وبناتهم وإدماجهم في مختلف الجامعات والمعاهد العليا المغربية.
وشهدت الوقفة كذلك مشاركة الطلبة، الذين سئموا طول الانتظار ويتوجهون بدورهم إلى الجهات المسؤولة لإيجاد حل فوري لانتشالهم من الضياع.
وأعلن المشاركون في الوقفة التي نظمت أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالرباط، عن رفضهم شرط وزارة التعليم العالي باجتياز مباراة من أجل إدماجهم.
وفي 5 مارس/ آذار الماضي، أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي المغربي، عبد اللطيف ميراوي، “عزم الحكومة تمكين الطلاب المغاربة الذين عادوا من أوكرانيا من استكمال دراستهم الجامعية في جامعات المملكة”.
وأضاف ميراوي آنذاك أن وزارته “ستعمل على دراسة ملفات الطلبة العائدين؛ لتسهيل استكمال دراستهم في جميع الجامعات المغربية بكافة التخصصات”.
وتعد هذه الوقفة السابعة من نوعها منذ عودة الطلاب لبلادهم، بحسب بيان صادر عن لجنة أسر الطلبة.
ورفع المشاركون شعارات تطالب بـ”التدخل العاجل لإنقاذ الموسم الدراسي”، و”تنفيذ وعود إدماج الطلبة المعنيين في جامعات البلاد”.
وقالت وزارة التعليم العالي، الأربعاء، إنها وضعت رهن إشارة الطلاب منصة رقمية بغرض تحميل الوثائق المتعلقة بدراساتهم في الجامعات الأوكرانية وذلك ابتداء من 17 ماي الجاري إلى 31 من الشهر نفسه.
ومنتصف مارس الماضي، أعلنت وزارة التعليم العالي في بيان أنها أحدثت منصة إلكترونية لتمكين الوزارة من جرد قائمة المعنيين ورصد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية، داعية الطلاب المعنيين بالأمر إلى تسجيل بياناتهم عليها.
وفيما يتعلق بقبول الطلبة العائدين من أوكرانيا، يشدد الدكتور عبدالله بادو، أستاذ باحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة في جامعة الحسن الثاني بالدارالببيضاء، على أنه يجب القيام بعمل تقني دقيق لمعرفة ما إذا كان طالب بمستوى السنة الثانية طب في جامعة ما بأوكرانيا يمكنه إتمام دراسته في السنة الثانية بجامعة ما في المغرب، دون وجود أي خلل أو عدم توافق في المواد والوحدات.
ويفسر المتحدث أنه “يجب على الطالب في سنة ما في الجامعة “أ” أن يملك جميع المتطلبات المسبقة منها من أجل القدرة على الإدماج في السنة نفسها بالجامعة “ب”.
وبخصوص الشق الثالث، يقول بادو إنه يهم جانب التكوينات التي تتعلق بالتداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية تحت إشراف أساتذة-أطباء، لضمان تكوين شامل وذي جودة لجميع الطلبة الأطباء مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الأساتذة المؤطرين للطلبة، وعدد الأسرة بالمستشفيات الجامعية.
وختم محاورنا كلامه بالقول: “الجميع مع دمج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بالجامعات المغربية، لكن شريطة أن يتم بشكل منطقي حتى لا يؤثر سلبا على التكوينات والدروس التوجيهية والتطبيقية أو التداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية”.
ويدرس في أوكرانيا نحو 9000 طالب مغربي، بحسب تصريح سابق لسفيرة أوكرانيا في المغرب، أوكسانا فاسيليفا.
ومطلع مارس، أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال جلسة حكومية، مغادرة 5 آلاف من رعايا بلاده من أوكرانيا، منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.