في منطق السوق، كلما انخفض الطلب تراجعت الأسعار بشكل طبيعي. لكن ما يحدث في سوق اللحوم البيضاء بالمغرب يبدو استثناءً غريبًا: الأسعار تواصل الصعود، في وقت يؤكد فيه المهنيون أنفسهم أن الاستهلاك تراجع بعد انتهاء فصل الصيف وما يرافقه من مناسبات وأعراس. هنا يطرح السؤال المركزي: ما الذي يحافظ على الأسعار مشتعلة رغم ركود الطلب؟
تصريحات متناقضة أم تفسير غير مقنع؟
المهنيون، عبر الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA)، يبررون ارتفاع الأسعار بتراجع العرض نتيجة موجة نفوق الدواجن خلال الحرارة المرتفعة في غشت الماضي. لكن رئيس جمعية الدفاع عن حقوق المستهلك يرى أن التفسير غير كافٍ، إذ أن الأسعار لم تتراجع رغم مرور الأسابيع وانخفاض الحرارة. هل يعني ذلك أن الخلل أعمق من مجرد ظرف مناخي؟
أين دور الدولة في الضبط؟
النقطة المثيرة أن استمرار الأسعار المرتفعة يتزامن مع تآكل القدرة الشرائية للمغاربة، حيث يفترض أن تكون اللحوم البيضاء بديلاً شعبياً عن اللحوم الحمراء الباهظة. ومع ذلك، بقيت الأسعار في مستويات غير مبررة. وهنا يظهر سؤال آخر:
-
هل هناك ضعف في آليات المراقبة والتدخل من طرف السلطات؟
-
أم أن الوسطاء والمضاربين يملكون قدرة أكبر على التحكم في السوق مقارنة بقدرة الدولة على الضبط؟