“لقاء لفتيت مع الولاة والعمال: رسائل الدولة العميقة… بين دينامية أمنية وتنموية وانتخابات بطعم جديد”

0
216

تحليل لقاء لفتيت مع الولاة والعمال: قراءة في تأملات الوزير الأسبق الحسن عبيابة

في لحظة وطنية دقيقة تتقاطع فيها الأبعاد السياسية والأمنية والتنموية، ترأس وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت اجتماعاً رفيع المستوى مع السادة الولاة والعمال، بحضور لافت لممثلي المؤسسات الأمنية والعسكرية. هذا اللقاء، الذي جاء في أعقاب توجيهات ملكية واضحة، يعكس بعمق انخراط الدولة في دينامية جديدة تتجاوز مجرد التحضير للاستحقاقات الانتخابية.

قراءة الوزير الأسبق الحسن عبيابة: ما وراء المشهد

في هذا السياق، قدّم الأستاذ الجامعي والوزير الأسبق الحسن عبيابة قراءة تحليلية لهذا الاجتماع، تناول فيها الخلفيات والدلالات السياسية والمؤسساتية، مُعتبراً أن الدولة تتهيأ لتحولات أكثر عمقاً من مجرد الإعداد التقني للانتخابات.

الدولة تتهيأ لما هو أبعد من الاستحقاقات

يرى عبيابة أن الاجتماع حمل رمزية سياسية عميقة، تؤشر على إعادة ترتيب أولويات الدولة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، بما يشمل تعزيز الجاهزية المؤسساتية والأمنية والاجتماعية. وهو ما يطرح أسئلة مشروعة:

  • هل نحن أمام تحول نوعي في تدبير العمليات الانتخابية؟

  • هل يشكّل الحضور الأمني المكثف رسالة موجهة نحو الداخل والخارج؟

دلالات الحضور الأمني المكثف

يلاحظ عبيابة أن مشاركة ممثلي المؤسسات الأمنية والعسكرية في اللقاء لا يمكن فصلها عن السياقين الإقليمي والدولي، حيث أصبح الاستقرار الوقائي عنصراً حاسماً. وهنا يطرح تساؤلاً محورياً:

“هل يسعى اللقاء إلى ترسيخ مقاربة مؤسساتية متماسكة تحُول دون تكرار بعض الاختلالات السابقة؟”

بدل القول بـ”نهاية زمن الفوضى المؤسساتية”، يُفضل الحديث عن إرادة لإغلاق قوس التراخي أو الارتجال في بعض المحطات الماضية، وذلك ضمن تصور شامل لتعزيز مناعة الدولة.

التنمية والجهوية والمواطنة: ثلاثية المرحلة الجديدة؟

يشير عبيابة إلى إشارات واضحة صدرت عن اللقاء بخصوص ضرورة ترسيخ العدالة المجالية، خاصة في ضوء التجارب الناجحة في الأقاليم الجنوبية. وهذا يطرح أسئلة جديدة:

  • هل تتجه الدولة إلى توسيع تجربة النموذج التنموي الخاص بالصحراء ليشمل جهات أخرى؟

  • هل بات معيار الجاهزية التنموية مرتبطاً بالولاء الوطني والانخراط في المشروع المؤسساتي؟

“دينامية ترابية جديدة”… رؤية أم شعار؟

يرى الوزير الأسبق أن اللقاء يمهّد لما وصفه بـ”دينامية ترابية جديدة”، وهنا تتعدد القراءات:

  • هل نحن فعلاً أمام تفعيل متقدم للجهوية الموسعة؟

  • أم أن الدولة بصدد بلورة مقاربة إدارية جديدة لتأمين مرحلة ما قبل وبعد الانتخابات؟

إشارات مبطنة إلى الأحزاب السياسية؟

رغم الطابع المؤسساتي للقاء، يرى عبيابة أن الرسائل لم تغب عن الفاعلين الحزبيين، خاصة فيما يتعلق بضرورة تجديد الرؤية السياسية والارتباط الحقيقي بهموم المواطنين. فهل تملك الدولة تصوراً ضمنياً لوظيفة جديدة للأحزاب تتجاوز التأطير الكلاسيكي؟

خلاصة تحليلية: دينامية الدولة الصاعدة

تحليل الحسن عبيابة يعكس فهماً استراتيجياً لتحولات الدولة المغربية، ويبرز أنها لا تكتفي بالتفاعل مع اللحظة، بل تبادر بخطى استباقية نحو ترسيخ منطق “الدولة الصاعدة”، في انسجام مع توجيهات جلالة الملك. غير أن نجاح هذه الدينامية يبقى رهيناً بمدى تجاوب النخب السياسية، واستعداد المجتمع للمشاركة الفاعلة.

فهل تلتقط الأحزاب والمؤسسات المنتخبة هذه الإشارات؟ وهل بمقدورها مجاراة منطق الدولة في التحديث والحكامة، أم أنها ستكتفي بدور المتفرج؟