لقجع يكتسح انتخابات الفيفا.. بين نجاحات رياضية وواقع مرير للمغاربة: أين ثروة البلاد حقًا؟

0
78

عُقد جمع عام استثنائي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) في القاهرة يوم الأربعاء، ليُعلن عن فوز فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمقعده في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”. فاز لقجع بـ 49 صوتًا من أصل 53، متفوقًا بفارق شاسع على منافسيه، ما يُعتبر انتصارًا ساحقًا يعكس مكانته القوية داخل الأوساط الرياضية الدولية.

لكن وسط هذا الانتصار الرياضي الباهر، تتزايد التساؤلات حول العلاقة بين الرياضة والواقع الاقتصادي والاجتماعي في المغرب. ما الذي يمكن أن يعكسه فوز لقجع في الكاف على وضعية البلاد الاقتصادية؟ هل يحق للمغاربة الاحتفال بهذا الإنجاز الرياضي في وقت يعاني فيه الآلاف من الفقر والهشاشة؟

التساؤل الأول: هل يمكن للمغاربة أن يفرحوا بفوز لقجع في ظل الواقع الاقتصادي المرير؟

نعم، فوز لقجع هو فوز للمغرب في الساحة الدولية، ولكنه لا يخفف من معاناة المواطن المغربي الذي يواجه أعباءً اقتصادية خانقة. فالأرقام تشير إلى تزايد أسعار المواد الأساسية بشكل مخيف، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ورغم ثروات البلاد الطبيعية التي تمتد على ساحلين، لا يزال المواطن العادي يعاني من غلاء الأسعار، حيث أن السردين قد بلغ 25 درهمًا، في وقت يزداد فيه الفقر بين الفئات الهشة.

التساؤل الثاني: أين تذهب ثروة المغرب؟

تزامن هذا الانتصار مع تساؤلات ملكية عميقة حول مصير ثروة المغرب. ففي خطاب ملكي سابق، قال الملك محمد السادس: “أين هي ثروة المغرب؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها أهملت بعض الفئات فقط؟”. هذه الكلمات تعكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من المغاربة. فبينما تُصرف الأموال على الأنشطة الرياضية والتنظيمات الدولية، لا يزال جزء كبير من الشعب المغربي يعاني من الفقر المدقع، ونقص في الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. هذه الثروة التي يشير إليها الملك لا تترجم إلى واقع ملموس لصالح الفئات الاجتماعية الضعيفة.

التساؤل الثالث: هل ستؤدي نتائج انتخابات “الفيفا” إلى تغييرات ملموسة في المغرب؟

على الرغم من أن فوز فوزي لقجع في انتخابات “الفيفا” يساهم في تعزيز مكانة المغرب في الساحة الرياضية الدولية، فإن السؤال الأهم يبقى: هل سيترجم هذا الانتصار إلى تحسين الظروف المعيشية للمغاربة؟ إذا كانت الرياضة قد حظيت بكل هذه الاهتمام المالي، فما الذي يمنع الاستثمار في قطاعات أخرى من شأنها أن تحل مشاكل الفقر، البطالة، والتعليم في البلاد؟

الربط بالسياق العام:

إن فوز لقجع ليس إلا حلقة في سلسلة من الانتصارات الرياضية التي تسعى البلاد لتحقيقها، ولكن بينما تحصد هذه الانتصارات، يظل الفقر مستشريًا في بعض مناطق المغرب. في الوقت الذي تُصرف فيه الأموال على البطولات الرياضية والإنجازات الدولية، تُهدَّم بيوت الآلاف من الأسر، في الوقت الذي يرتفع فيه مؤشر الغلاء على كل شيء تقريبًا.

إن ما يثير القلق هو أن هذه الفجوة بين النخب الرياضية والشعب العادي تتسع، في ظل عدم توجيه الاهتمام الكافي نحو معالجة المشكلات الأساسية التي يعاني منها المواطن المغربي. والملك محمد السادس طرح هذه الإشكالية في خطاباته، موجهًا الأنظار إلى ضرورة الاستفادة العادلة من الثروة الوطنية.

خلاصة التحليل:

من الصعب غض الطرف عن هذا التناقض المثير بين الإنجازات الرياضية والسياسات الاجتماعية. ورغم فوز لقجع في انتخابات “الفيفا”، تظل الأسئلة العميقة حول استفادة المواطنين من ثروات بلادهم بحاجة إلى إجابة. هل ستظل الأمور على حالها، أم أن هذه الانتصارات ستُترجم في المستقبل إلى استثمارات حقيقية في مجالات أخرى تخدم المواطن المغربي في حياته اليومية؟ في النهاية، يبقى الأمل في تحقيق توازن بين الرياضة والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.