عبد المجيد رشيدي
تعتبر مهنة الهندسة المدنية عادة حكرا على الرجل دون سواه، لكن هناك نساء أثبتن جدارتهن وتفوقن على الرجال في هذه المهنة، ونجاح المرأة بصفة عامة في مجال الهندسة المدنية.
وتعد المهندسة المدنية الشابة لمياء لعمال، واحدة من أهم المهندسين المدنيين في المغرب، كما تعد إحدى أكثر الحكايات الملهمة للنساء على الصعيد الوطني، فقد صممت مجموعة من الأعمال وهي في ريعان شبابها، حيث أن معظم هذه الأعمال لقيت شهرة واسعة، وحظيت لمياء لعمال على تقدير واسع لقاء أعمالها المميزة، ولجهودها ودورها في مجال التصميم والإبداع الهندسي.
رأت المهندسة المدنية لمياء لعمال، النور بمدينة الدارالبيضاء، حيث تلقت رعاية بالغة من والدها وتشجيعا على الاهتمام بالتصميم والهندسة المدنية منذ نعومة أظافرها، إذ أبانت عن ذائقة جميلة وذكاء فطري حين عهد إليها باختيار هذا المجال الشاسع وهي طفلة، وكانت لمياء، تنبهر بالأشكال الهندسية المختلفة التي تراها في بعض الأمكنة فتسلل إليها هذا الحب للهندسة وترسخ في عقلها، غير أن تشجيع والدها كان الهدف الفاصل في حياتها.
دشنت المهندسة المدنية لمياء لعمال، مسارها المهني فور تخرجها، حيث حصلت على دبلوم في الهندسة المدنية ومجموعة من الشهادات في الهندسة المعمارية، ورسمت إسمها ضمن قائمة المهندسين المدنيين، وأخدت مسارا متسارعا باستمرار، مشاريعها رائعة، هي مبان وديكورات تظهر وكأنها في حركة انسيابية منتظمة، وها هي الآن مثل الكوكب في مداره والذي لا يضاهيه أحد.
وقالت المهندسة المدنية لمياء لعمال : “بعدما أصبحت مهندسة مدنية لم أشك يوما في أنني سأصبح محترفة”.
وأكدت، على أن قطاع الهندسة المدنية عرف في المدة السنوات الأخيرة نموا بفضل ازدهار الثقافة المغربية الأصيلة، وتطور تكوينات المدارس العليا، وكذلك نتيجة انفتاح السوق المغربية على توجهات جديدة، وهو الأمر الذي عزز تميز المصممين من خلال أفكار وتصورات مبتكرة.
وأبرزت لمياء، أن المهندسين المدنيين المغاربة يتميزون بمهارات كبيرة، حيث نجحوا في ابتكار تصاميم فريدة معترف بها على الصعيد الدولي، مبرزة ضرورة تثمين هذه المهارة لشق الطريق نحو العالمية.
تبقى المهندسة المدنية لمياء لعمال، واحدة من المهندسات المتميزات على الصعيد الوطني، تعتمد في عملها على الديكور والذوق الجميل الأقرب إلى الفنون الجميلة، من خلال اطّلاعها على الثقافات الأخرى ومميزات تراثها الثري، لذلك تسعى المهندسة لمياء لعمال، لفرض بصمتها في هذا المجال انطلاقا من مخزونها وما تعلمته على يد أساتذتها.