لوبي المحروقات في المغرب: من يحميه؟ ولماذا يستمر في نهب جيوب المواطنين؟

0
180

في تطور جديد يكشف عن عمق الأزمة الطاقية في المغرب، أطلق الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، بيانًا ناريًا يفضح تحكم لوبي المحروقات في السوق الوطنية ويعري جشعه المستمر. ورغم تعدد تقارير مجلس المنافسة، يبقى السؤال الأساسي معلقًا دون إجابة: هل يستمر الفاعلون في انتهاك قانون المنافسة وحرية الأسعار؟

أرباح خيالية ونهب مقنن

بحسب تقارير مجلس المنافسة، قفزت أرباح موزعي المحروقات بشكل صادم منذ تحرير الأسعار، حيث ارتفع متوسط الربح من 600 درهم للطن إلى أكثر من 1500 درهم للطن بالنسبة للغازوال الأكثر استهلاكًا، أي أن الفاعلين ضاعفوا أرباحهم أكثر من مرتين.

التحرير الذي كان من المفترض أن يخلق تنافسية ويخفض الأسعار للمستهلكين، تحول إلى غطاء لاحتكار السوق والتحكم في الأسعار، في تجاهل تام لمبدأ الشفافية وحماية المستهلك. فكيف استمرت هذه الوضعية؟ ومن المستفيد الأكبر؟

مجلس المنافسة: التقارير موجودة ولكن أين الحلول؟

رغم دور مجلس المنافسة كهيئة دستورية مكلفة بضبط السوق وزجر المخالفات، فإن التقارير الصادرة عنه تبدو بعيدة عن معالجة جوهر المشكلة. يطرح الحسين اليماني تساؤلًا حاسمًا: هل يستمر الفاعلون في التلاعب بالأسعار بشكل متزامن؟ وإذا كانت الإجابة “نعم”، فلماذا لم تُفرض عقوبات صارمة؟

بدلًا من التركيز على السؤال المركزي، تنحصر تقارير المجلس في استعراض بيانات جانبية حول الضرائب وحجم الاستهلاك، وهي أمور تقع ضمن اختصاصات وزارات أخرى، ما يجعل المواطنين يتساءلون: هل يفتقر المجلس إلى الإرادة السياسية للتصدي للوبي المحروقات؟ أم أن هناك من يحمي هؤلاء الفاعلين من المحاسبة؟

الحكومة في قفص الاتهام: حلول غائبة ومسؤولية ثقيلة

يشير البيان إلى تقاعس الحكومة في اتخاذ إجراءات جدية للحد من غلاء الأسعار وتداعياته على القدرة الشرائية للمغاربة. وبدلًا من تفعيل سياسات تحمي المستهلك، تركت السوق رهينة في يد الفاعلين الذين يستمرون في نهب جيوب المواطنين دون رقيب أو حسيب.

الحسين اليماني يقترح حزمة من الحلول التي تبدو أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى:

  1. إلغاء تحرير أسعار المحروقات وإعادة تنظيمها كما كان الوضع قبل 2015.

  2. إحياء شركة سامير لتكرير البترول واستئناف الإنتاج، ما سيوفر للمغرب مصدرًا محليًا يحد من الاعتماد على السوق الدولية.

  3. تخفيض الضرائب المفروضة على المحروقات لتخفيف الضغط على المواطنين والشركات.

  4. وضع إطار تشريعي شامل للقطاع الطاقي يستجيب للتحولات العالمية ويحمي المصلحة الوطنية.

أزمة سامير: من يعرقل الحل؟

تعد شركة سامير المصفاة الوحيدة في المغرب القادرة على تحقيق استقلالية نسبية في قطاع الطاقة، إلا أنها ما زالت متوقفة عن العمل بسبب نزاعات قانونية وتشريعية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك إرادة حقيقية لإعادة تشغيل سامير؟ أم أن لوبي المحروقات يستفيد من غيابها؟

محاسبة لوبي المحروقات: حلم بعيد أم ضرورة وطنية؟

مع استمرار غلاء المحروقات وتداعياته الكارثية على القدرة الشرائية للمواطنين والمقاولات، بات واضحًا أن الحلول الترقيعية لن تجدي نفعًا. تحتاج الأزمة إلى تدخل صارم من مجلس المنافسة والحكومة، وإلى فتح تحقيق شفاف يكشف عن الجهات التي تحمي لوبي المحروقات وتمنحه هذا النفوذ الجائر.

في غياب هذا التدخل، سيبقى المواطن المغربي رهينة لسياسات اقتصادية تُكرّس الهيمنة، فيما يواصل لوبي المحروقات السيطرة على السوق بلا رقيب أو محاسبة. فإلى متى سيظل هذا الوضع؟ وهل سيتحرك الرأي العام لفرض التغيير؟