“لوسيور” تعلن خفض أسعار “زيت الطعام” 15% بعد أن بلغ سعر زيت المائدة 146درهما وفي الجزائر بـ650 دينارا ما يعادل 33 درهم

0
541

لم تكفّ أسعار الزيوت عن الارتفاع خلال الأشهر الأخيرة في المغرب، بل إن الزيادات تسارعت منذ حلول شهر رمضان تحت تأثير المستوى الذي بلغته أثمان المدخلات في السوق الدولية. لدرجة أنه بات يوُصِف بـ”سلعة الأغنياء فقط” حسب نشطاء على مواقع التواصل، علما بأن السلعة نفسها تُباع في الجزائر بـ650 دينارا بما يعادل 33 درهما مغربيا.

أعلنت مجموعة Lesieur Cristal عن خفض أسعار منتجاتها المختلفة من زيت المائدة المصنع من عباد الشمس، سواء بالنسبة للمستهلكين النهائيين أو لعملائها في الصناعة الزراعية.

وحسب بلاغ للشركة، فإنه منذ عام 2020 ، تضرر قطاع زيوت المائدة بشدة من تأثير ارتفاع أسعار المواد الأولية وتقلب أسعارها دوليًا ، .

وأوضح البلاغ أن المواد الأولية الزيتية، تعرف ارتفاعا في أسعارها بسبب العديد من العوامل الخارجية، مشيرة إلى أن هذا القطاع بالمغرب يستورد أكثر من 99% من حاجياته من المواد الأولية، مما يجعله من أكثر القطاعات تأثراً بارتفاع أسعار المواد الأولية للزيوت.

وتجلى أن أسعار الزيوت تضاعفت منذ نهاية 2020، وهو ما فُسر بارتفاع أسعار المواد الأولية في السوق الدولية، علماً أن المغرب يستورد كل حاجاته من تلك المواد. وبعدما انشغل المغاربة في الفترة الأخيرة بالزيادات التي شهدتها أسعار البنزين والسولار، عادوا في اليومين الأخيرين للاهتمام بمستوى أسعار زيوت المائدة.

وأثار انتباه الأسر المغربية في اليومين الأخيرين ارتفاع سعر إحدى الماركات من حوالى تسعة دولارات لخمسة لترات، إلى حوالى 13 دولاراً قبل يومين، علماً أنّ السعر كان في حدود 5.5 دولارات قبل عام ونصف عام.

وحسب ذات المصدر، “بعدما أصبحت المواد الأولية لزيت عباد الشمس متوفرة في السوق الدولية،فإن الشركة قررت خفض سعر منتوجاتها من زيت المائدة المصنع من عباد الشمس وذلك بالنسبة للمستهلكين وكذا الزبناء الصناعيين. مشيرة أنها قررت تطبيق هذا الانخفاض على أسعارها في السوق الوطنية، حيث سيعرف منتوج لوسيور، الزيت المتعددة الحبوب المصنعة جزئيا من زيت عباد الشمس، انخفاضا طفيفا في أسعار اللتر.

وشددت على أن سعر منتوج “ويلور”، المكون من زيت عباد الشمس بنسبة 100%، سيشهد انخفاضا كبيرا بنسبة 15% تقريبا، كإجراء ذي أثر فوري، مضيفة أن منتوج “ويلور Duo” أيضا، سيعرف انخفاضا في الأسعار، ولكن بدرجة أقل، نظرا لأنه يتكون من مزيج من زيوت عباد الشمس وزيوت الكولزا. 

ولم تتبع الماركات الأخرى المحلية أو المستوردة من زيوت المائدة المستعملة في الطهو خطى تلك الماركة في الشهرين الأخيرين، غير أنّها كانت قد ارتفعت بدورها قبل حلول شهر رمضان، لتنتقل ماركة منتجة محلياً من (60 دهم لـ 5 لتر) حوالي 6 دولارات إلى ( 120 درهم لـ 5 لتر) حوالي 12.5 دولاراً في عام ونصف عام.

ويقول البقال حسن أيت إبراهيم إنّ استقرار السعر الحالي لا يخفي الارتفاعات المتتالية التي سجلت على مدى عام ونصف، إذ تضاعفت الأسعار. ودأبت الحكومة تأكيدها لتتبع الأسعار مع الحرص على محاربة الهوامش غير المبررة والحفاظ على القدرة الشرائية للأسر، غير أنّ أيت إبراهيم يؤكد لـ”العربي الجديد” أنّ هوامش ربح التاجر الصغير ليست كبيرة، وخصوصاً أنّ العديد من أصحاب البقالات يدركون الصعوبات المعيشية التي تعانيها الأسر في ظل الغلاء.

ويوضح رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، في تصريح صحفي أنّ ارتفاع أسعار الزيوت يأتي بسبب إنتاج المغرب أقل من 1.5 في المائة من النباتات الزيتية.

ويؤكد أن المغرب تأثر بالتوجه الذي سلكه الاتحاد الأوروبي، والذي فرض التوقف عن تصدير الزيوت أو المواد الأولية الزيتية، زد على ذلك تداعيات الحرب التي أثرت بسوق الزيوت. ويعتبر أنه يفترض في الأسر تقليل استهلاك الزيوت عند الطهو، علماً أنّ الاستهلاك الفردي ضعيف في المملكة، ولا يتعدى 13 لتراً.

وسبق لمجلس المنافسة أن ذهب إلى أنّ المغرب الذي يستورد 98.7 في المائة من المواد الأولية الزيتية، يعاني من ضعف تنافسية قطاع استخلاص الزيوت الخام، في ظل اقتصار الإنتاج على تصفية الزيوت النباتية الخام. 

وفي محاولة قالت إنها تستهدف السيطرة على الأزمة، أصدرت السلطات المغربية مرسوما بوقف استيفاء الرسوم الجمركية على البذور الزيتية لعباد الشمس والكولزا والصويا، سعيا لكبح ارتفاع أسعار البذور والمواد الخام، كونها تؤثر بشكل مباشر على أسعار بيع الزيوت للمواطنين.

إلا أن مصنعي الزيوت شكّكوا في جدوى القرار، وقالوا إن تأثير تعليق الرسوم الجمركية يظل ضئيلًا على الأسعار بالنسبة للمستهلك.

و80% من الزيوت الخام وبذور الزيت الواردة إلى المغرب من بلدان موقعة على الاتفاقيات الثنائية كأوروبا والولايات المتحدة لا تخضع إلى رسوم جمركية.  

في حين تأتي بقية الواردات من دول مثل الأرجنتين أو أوكرانيا، وتخضع هذه السلع إلى رسوم جمركية بنسبة 2.5%.  يوصي مجلس المنافسة ومختلف الفاعلين في قطاع الزيوت بتنمية الزراعات الوطنية من السلجم الزيتي وعباد الشمس معتبرين أنها تمكن من تخفيف التبعية للواردات وتحسين توازن الميزان التجاري وتقوية النشاط الاقتصادي، والتخفيف من تأثير الأسعار على ميزانيات الأسر. 

يحتوي المغرب على وحدتيْ تحويل و5 مصافٍ، وتعتبر سوق زيوت المائدة محررة بالكامل، وتهيمن على صناعة الزيوت تصفية الزيوت النباتية الخام المستوردة من الخارج على قطاع استخلاص الزيوت النباتية الخام، انطلاقا من الحبوب الزيتية، وبالتالي عدم استغلال الطاقة الإنتاجية المتوفرة. 

ويعتبر الاتحاد الأوربي أكبر مزود للمغرب من الزيوت النباتية الخام بنسبة 54%، تليه الأرجنتين لما يقارب 34% ثم الولايات المتحدة 7%.

ويوجه 90% من الإنتاج المحلي من الزيوت المصفاة نحو الاستهلاك المحلي، وتتوجه 10% نحو التصدير، ويمثل استهلاك الأسر 73% من الإنتاج الوطني، في حين يمثل استهلاك الشركات العاملة بقطاع الصناعات الغذائية 17%.
ويبلغ الاستهلاك الفردي من زيوت المائدة 15 كيلوغراما في السنة.

وتصل قيمة معاملات سوق زيوت المائدة نحو 6 مليارات، وتحتكر السوق 4 شركات (لوسيور كريستال وهي فرع المجموعة الفرنسية أفريل، معال الزيوت بسوس بلحسن، شركة سيوف، صافولا المغرب فرع شركة صافولا السعودية).

وحسب مجلس المنافسة المغربي فإن بنية سوق زيوت المائدة تعرف مستوى تركيز كبير، إذ إن الشركة الرائدة لوسيور كريستال تستحوذ لوحدها على 45-50% من حصة السوق الإجمالية، وتبلغ الحصة السوقية التراكمية لكل من شركة لوسيور كريستال وشركة معامل الزيوت بسوس بلحسن نسبة 80% من رقم معاملات السوق الإجمالية. 

وتصل الحصة التراكمية للشركات الثلاث الأولى (لوسيور كريستال، معامل الزيوت بسوس بلحسين، صافولا) نسبة 95%، مما يجعل دينامية الابتكار والمنافسة داخل سوق زيوت المائدة على الصعيد الوطني ضعيفة، بالنظر لاستقرار مستوى العرض والطلب في سوق زيوت المائدة بالمملكة.

ارتفاع أسعار الوقود

كما يربط مغاربة ارتفاع الأسعار إلى الزيادة المتواصلة في أسعار الوقود، على الرغم من الدعم الذي قالت السلطات إنها قدمت لهذا القطاع، إلا أنه لا تتضح أي تأثيرات فعلية لتلك الخطوة.

وفي هذا السياق صدر بيان عن نقابات ممثلة لقطاع النقل البري في أربعة اتحادات عمالية، أكّدت فيه أن الدعم الذي طرحته الحكومة سيظل محدودا، وقالوا إن السولار يمثل 80% من التكاليف التي يتحملونها، وسط تحذيرات من تعرضهم للإفلاس.

 

 

الرئيس “تبون” يتجنب التفاعل مع دعوة الملك المفدى محمد السادس الى تطبيع العلاقات وتجاوز الأزمة الراهنة