“ليلى ليلى”: سعيدة شرف تُلبِسُ التراث الحسّاني المغربي ثوبًا عصريًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي

0
253

في زمن تُهدد فيه العولمة الهوية الثقافية وتُغرق الذوق العام في تيارات سريعة الاستهلاك، تأتي الفنانة سعيدة شرف لتُعلن، من خلال أغنيتها الجديدة “ليلى ليلى”، أن التراث لا يُدفن، بل يُجدد. العمل، الذي صدر في شكل فيديو كليب على قناتها الرسمية في يوتيوب، يشكّل جزءًا ثانيًا من ألبومها الطموح “تراث بلادي”، وهو مشروع فني يسعى إلى بعث الروح في الأغنية المغربية الأصيلة بمختلف لهجاتها ومناطقها، انطلاقًا من الصحراء المغربية.

“ليلى ليلى” ليست فقط عملاً غنائيًا، بل هي رحلة سمعية-بصرية تُزاوج بين أصالة اللحن الحسّاني وروح التجديد، كما تُعيد طرح سؤال العلاقة بين الفن والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي. الأغنية مستلهمة من التراث الشفهي الصحراوي، وأعاد صياغتها بأسلوب شاعري عصري لحبيب الجُميعي، بينما وضع لها التوزيع الموسيقي عادل لخليفي بلغة فنية عصرية لا تنسلخ عن الروح البدوية العريقة.

شارك في تنفيذ هذا العمل عدد من العازفين والمبدعين، بينهم هشام المرواني وعادل خزيز وسيد أحمد لعيد، الذين وظفوا آلات مثل الـڭيتار و”التدينيت” لتضخيم الطابع المحلي، في انسجام مع روح النص ولحنه. أما الفيديو كليب، فتم تصويره في أستوديو سيمو الزهر، واحتفى بتفاصيل اللباس التقليدي الصحراوي والرقصات الجماعية بطريقة تَمنح التقاليد حياة بصرية جديدة.

ما يُميز هذه التجربة، هو توظيف الذكاء الاصطناعي في الإخراج البصري للعمل، من خلال شركة Signature Prod، التي تجرأت على خوض غمار التكنولوجيا في خدمة التراث، لتقدم نموذجًا متطورًا عن كيفية توظيف أدوات المستقبل في حفظ الماضي، دون تجريده من نبضه الإنساني.

“ليلى ليلى” لا تُراهن فقط على الحنين، بل على إحياء التراث بوصفه مشروعًا مستقبليًا، يمكن للأجيال الجديدة أن تفتخر به، وتتماهى معه، وتُعيد اكتشافه بلغتها وأدواتها. ومثلما صرحت سعيدة شرف، فإن “تراث بلادي” ليس فقط ألبومًا غنائيًا، بل رؤية فنية متكاملة تُحاول ربط الهوية الثقافية المغربية بالتحولات الجمالية والفنية لعالم اليوم.

 رابط الأغنية على اليوتيوب: