ماراطون الرباط الدولي في دورته الثامنة: عداؤون من الطراز الرفيع، رهان على التتويج المغربي، وسؤال عن البعد الرياضي والسياحي للمملكة

0
361

في لحظة رياضية استثنائية، تستعد العاصمة الرباط لاحتضان النسخة الثامنة من ماراطونها الدولي يوم 27 أبريل الجاري، وسط طموحات متزايدة بتجاوز سقف 30 ألف مشارك، وتحقيق إشعاع وطني ودولي أوسع، بما يليق بمكانة المدينة كعاصمة إدارية وثقافية وواجهة رياضية متجددة.

هذا الحدث، الذي يُنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لم يعد مجرد تظاهرة رياضية عابرة، بل بات يشكّل موعدًا قارًّا في روزنامة الرياضة المغربية، وواجهة حضارية تعكس عمق التفاعل بين الرياضة والتنمية المجالية والسياحة المستدامة.

ما الذي يجعل من ماراطون الرباط حدثًا مختلفًا؟

منذ دورته الأولى، راهن المنظمون على جعله أكثر من سباق. فالنسخة الثامنة تأتي بعد تسجيل 29 ألف مشارك في السنة الماضية، ويتطلع المنظمون، بحسب الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، إلى بلوغ عتبة جديدة، خاصة مع حصول الماراطون على شهادة “التبريز”، في أفق نيل شهادة “التميز” المعترف بها من طرف الاتحاد الدولي.

ولعل ما يميز هذا الموعد الرياضي أيضًا هو المسار الفريد الذي يعبر قلب العاصمة، مارًّا بأبرز معالمها التاريخية والحضارية، من أسوار المدينة العتيقة، إلى وادي أبي رقراق، وصولاً إلى الفضاءات الحديثة التي تجسّد ازدواجية الأصالة والمعاصرة.

رهانات رياضية وطنية وعالمية

في ظل التحضيرات الجارية لبطولة العالم لألعاب القوى المقررة بطوكيو في 2025، يمثل ماراطون الرباط فرصة للعدائين المغاربة لتحسين أرقامهم وانتزاع بطاقات التأهل، في سباق سيشهد حضور أسماء قوية على غرار:

  • محمد رضا العربي (2 س و6 د و45 ث)،

  • محسن أوطلحة (2 س و6 د و49 ث)،

  • هدادي مصطفى (2 س و8 د و24 ث)،

  • أيوب دردّار (2 س و11 د).

أما على مستوى السيدات، فتتقدم فاطمة الزهراء الكرضة اللائحة بتوقيت قوي (2 س و24 د و12 ث)، في وقت تنتظر فيه الجماهير المغربية تتويجًا يعيد للأذهان لحظة فرح دورة 2023، حين انتزعت العداءة رحمة الطاهري اللقب أمام منافسة شرسة.

السياحة الرياضية في الرباط.. هل هي رهان مستدام؟

وفق ما صرحت به حكيمة بنشريفة، مديرة التواصل بالجامعة، فإن الحدث يشكّل فرصة مثالية لاكتشاف المعالم السياحية والطبيعية للرباط، مؤكدة أن المدينة تتحول خلال هذا الموعد إلى قبلة للزوار والسياح. فهل يمكن لمثل هذه التظاهرات أن تؤسس لاقتصاد سياحي رياضي مستدام؟ وهل تمتلك المؤسسات السياحية والخدماتية الجاهزية الكافية لاستقبال هذا الكم من الزوار؟

بعد بيئي يحاكي الحداثة

في سابقة لافتة، تعمل الدورة الحالية على إدماج البعد البيئي، عبر استعمال وسائل نقل صديقة للبيئة، وتدبير إيكولوجي للنفايات، ما يطرح سؤالاً أوسع: هل يمكن للماراطونات والفعاليات الرياضية أن تُصبح نموذجًا للمدن المستدامة في المغرب؟

الجوائز.. بين التحفيز والمنافسة

يحظى الفائزون بجائزة مالية محترمة تبلغ 15 ألف دولار، سواء في فئة الرجال أو النساء، وهو رقم يعكس نية المنظمين في جذب عدائين من العيار الثقيل، ومنهم الإثيوبي ووركينيه تاديس، الذي سبق له تحقيق توقيت عالمي (2 س و5 د و7 ث سنة 2022).

خلاصة أولى: أكثر من سباق

ماراطون الرباط لم يعد مجرد سباق رياضي، بل حدث ثقافي وسياحي وبيئي بامتياز. وبقدر ما هو مناسبة للاحتفاء بأبطال مغاربة وعالميين، فهو أيضًا اختبار حقيقي لقدرة المغرب على تنظيم فعاليات رياضية بمعايير عالمية، تفتح الطريق أمام مواعيد أكبر، وربما يومًا ما… دورة أولمبية في مدينة مغربية؟