في زمن الأزمات والتحولات، يُنتظر من الإعلاميين والمثقفين أن يكونوا رافعة للنقاش العمومي الرصين، لا مجرد صدى لانفعالات مؤقتة أو أحكام انطباعية تغلّف نفسها بثوب “الغيرة الوطنية”. لكن، في المقابل، تبرز بعض الأقلام التي تتوسّل لغة حادة، تستبطن التشكيك، وتُعيد إنتاج سردية عميقة مفادها: لا أمل، لا إصلاح، لا دولة قادرة.
مقال الصحافي مصطفى الفن، الذي أثار نقاشًا حول تعيين مدير جديد للمركز السينمائي المغربي، ليس استثناءً في هذا السياق. ظاهريًا، يبدو النص صرخة ضد منطق التعيينات الريعية، لكن في جوهره، يُعبّر عن ما يمكن تسميته بخطاب الهدم الناعم: لا يُهاجم المؤسسات مباشرة، بل يُفرغها من رمزيتها تدريجيا، عبر مقارنات مضلّلة، وأحكام قاطعة، ونبرة تشاؤمية تُقنّع نفسها بغطاء الإصلاح.
الخطورة لا تكمن في النقد، بل في طريقة توظيفه:
-
فحين تتحول الغيرة على اللغة إلى حُكم بعدم الأهلية،
-
وحين يصبح الإعلام العمومي مجرد “كعكة مفلسة”،
-
وحين يُطرح الشك في كل تعيين باعتباره نتيجة مقايضة حزبية،