ما علاقة جدري القرود بالمثلية الجنسية ؟..غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين

0
211

مع الانتشار المتزايد لحالات الإصابة بفيروس جدري القرود، زادت أيضا مخاوف البعض من خطورة هذا المرض على حياة الإنسان وكيفية الوقاية منه. 

أكدت السلطات الصحية في أستراليا اليوم الجمعة تسجيل أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود في البلاد، مضيفة أنها تترقب تأكيد إصابة ثانية بالفيروس. 

وأعلنت وزارة الصحة بولاية فيكتوريا أن الإصابة المؤكدة بفيروس جدري القرود ظهرت في شخص في الثلاثينيات من العمر عاد لتوه من بريطانيا، مضيفة أن هذا الشخص تم عزله.

وأشارت الوزارة إلى أن المصاب ظهرت عليه أعراض خفيفة قبل أن يحط في ملبورن يوم الاثنين الماضي، حيث طلب تقديم الرعاية الطبية الفورية له، وقالت إنه يجري حاليا تعقب جميع الأشخاص الذين اشتركوا مع هذا الشخص المصاب في رحلات الطيران.

في المغرب ، أكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن السلطات الصحية لم ترصد إلى حدود اللحظة أي حالة إصابة بفيروس “جدري القرود” بالمغرب، موضحا أن المصالح المعنية تقوم بالمراقبة اللازمة في هذا الإطار.

واضاف بأن مصالح المراقبة الصحية، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، تقوم بعمليات المراقبة الصحية بشكل دوري على مستوى جميع المطارات والموانئ والمعابر الحدودية، وذلك من أجل الكشف المبكر عن أي حالة واردة والحد من انتشار المرض الفيروس بالمملكة.

تم رصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط أفريقيا. ونادرا ما انتشر المرض في أماكن أخرى لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق.

ووفقا لمعهد روبرت كوخ فإن العدوى تتنقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها كما قد تحصل العدوى أيضا من خلال تناول لحكم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات.

ويقول عالم الأوبئة هونتر في حوار مع محطة بي بي سي  إن العدوى تحصل عندما تنتقل بثور المرضى إلى جروح أو أعين أشخاص آخرين، وقد تحدث أيضا من خلال استناق رذاذ به جسميات من الشخص المريض.

وتعتبر العلاقات الحميمية أيضا من بين أسباب انتشار جدري القرود بين البشر، لذلك يحذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض الأشخاص الذين يغيرون باستمرار شركائهم الجنسيين من خطر الإصابة.

ويشار إلى أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين.

وذكرت المنظمة بأن جدري القرود هو مرض نادر يحدث في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، وهو مرض فيروسي حيواني المنشأ يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان.

وأوضحت المنظمة بأن فيروس جدري القرود ينتمي إلى جنس الفيروسية الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

وقالت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبير المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي في بريطانيا: “نحن نحث بشكل خاص الرجال المثليين وثنائيي الجنس على أن يكونوا على دراية بأي طفح جلدي أو آفات غير عادية وأن يتصلوا بخدمة الصحة الجنسية دون تأخير”.

وقالت: “هذا نادر وغير معتاد. تحقق الوكالة بسرعة في مصدر هذه العدوى لأن الأدلة تشير إلى أنه قد يكون هناك انتقال لفيروس جدري القرود في المجتمع، ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق”، مضيفة أن المخالطين المحتملين للسبعة يتم الاتصال بالحالات المعروفة لتقديم المعلومات والمشورة الصحية.

ومع ظهور حالات الإصابات بمرض جدري القرود في بريطانيا سارعت السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. يذكر أنه تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو/ أيار لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.

وأشارت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ،أكبر وكالة للصحة العامة في أفريقيا، أمس الخميس إلى أنه تم احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19 بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا.

وعادة ما يسبب الفيروس أعراضا مشابهة لأعراض الجدري ولكنها أقل حدة، ويمكن أن تكون الحالات شديدة أيضا.

وتم اعتبار أنه تم القضاء على الجدري  في جميع أنحاء العالم منذ عام 1980 بعد حملة تطعيم كبيرة.