في خطوة لتعزيز التعاون الأفريقي، زوّد المغرب النيجر بمحطة كاملة لتوليد الكهرباء تضم تسعة مولدات. هذه المبادرة تهدف إلى مساعدة النيجر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة الكهربائية وتُظهر التزام المغرب بتعميق علاقاته الأفريقية، خاصة مع الزخم الحالي في العلاقات بين الرباط ونيامي. وتأتي هذه المساعدة ضمن إطار مبادرة الأطلسي التي أطلقتها المملكة المغربية، والتي تهدف إلى تسهيل وصول دول منطقة الساحل إلى الممر المائي الحيوي عبر البنى التحتية المغربية.
خلال حفل تسليم المولدات، الذي حضرته وزيرة الطاقة النيجيرية حواء أمادو والسفير المغربي في نيامي علال العشاب، أكدت وسائل إعلام رسمية من البلدين أن هذه الهبة جاءت بتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وعبرت الوزيرة النيجيرية، نيابة عن القيادة والشعب، عن امتنانها للملك محمد السادس على هذه المبادرة. وأوضح السفير المغربي أن هذه الهبة تضم 9 مجموعات لتوليد الكهرباء وستبدأ في إنتاج الطاقة بنهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ تعزز العلاقات الثنائية.
النيجر، في سعيها لتعزيز التعاون مع المغرب، ترى في شراكتها مع المملكة حلاً إستراتيجياً لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الساحل. وتشير الدلائل إلى أن النيجر قد يتجه نحو دعم مبادرة المغرب لحل قضية الصحراء المغربية، خاصة مع تزايد التوترات مع الجزائر مؤخراً.
ويعتبر المراقبون أن المغرب بات شريكاً موثوقاً للنيجر، لا سيما بعد الفشل الدبلوماسي الجزائري في التعامل مع الأحداث الأخيرة في النيجر. كما أن النيجر كان من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة الأطلسي، التي تعد بتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي كبير لدول الساحل الأفريقي التي تفتقر إلى منفذ مائي.
المغرب، بفضل موقعه الإستراتيجي ودوره كبوابة نحو أفريقيا، يعزز مكانته من خلال مشاريع التعاون التي تعود بالنفع على جميع الأطراف. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “أون سيغوندوس” البنمية، يلعب المغرب دوراً بارزاً في تهدئة التوترات في الساحل الأفريقي من خلال المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تأتي في مقدمتها مبادرة الأطلسي.
تعد مبادرة الأطلسي فرصة تاريخية لدول الساحل مثل النيجر، مالي، بوركينا فاسو، وتشاد، حيث تفتح أبواب الشراكات الاقتصادية والتجارية، مما قد يضع حداً للأزمات التي تواجهها هذه الدول، خاصة بعد انسحابها من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “إيكواس”.