“مبادرة ‘مليون محفظة’: دعم حكومي جديد يهدف إلى تقليل ظاهرة الهدر المدرسي، ولكن هل هو كافٍ؟”

0
185

في خضم التحديات المتزايدة التي يواجهها النظام التعليمي في المغرب، والتي تجلت بوضوح في الأرقام المقلقة لهدر المدارس، تأتي الحكومة المغربية بإصلاحات جديدة تهدف إلى التصدي لهذه الأزمة. فقد صادق مجلس الحكومة مؤخراً على مرسوم هام يندرج ضمن المبادرة الملكية “مليون محفظة”، والذي يهدف إلى تقديم دعم مالي مباشر للأسر لتخفيف الأعباء المرتبطة بالدخول المدرسي.

هذا المرسوم، الذي ينص على تقديم مبالغ مالية للأسر المستفيدة بناءً على عدد أبنائها المتمدرسين، يهدف إلى تعزيز جهود مكافحة الهدر المدرسي في بلد يعاني من معدل انقطاع سنوي يتجاوز 300 ألف تلميذ.

“الحكومة المغربية تعزز الدعم الاجتماعي لمواجهة الهدر المدرسي: هل سيحدث تغيير فعلي؟”

مقدمة

أعلنت الحكومة المغربية عن اعتماد مرسوم جديد يهدف إلى دعم الأسر المعوزة في إطار مبادرة “مليون محفظة”، وهو نظام دعم اجتماعي مباشر يهدف إلى التخفيف من أعباء العودة إلى المدرسة. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج، حيث يواجه المغرب تحديات كبيرة في مواجهة ظاهرة الهدر المدرسي التي تؤثر على أكثر من 300 ألف تلميذ سنويًا. يتناول هذا التقرير كيفية ارتباط هذه المبادرة الحكومية بمحاربة الهدر المدرسي ويستعرض التحديات الأساسية التي لا يزال يتعين مواجهتها لتحقيق نجاح حقيقي.

تفاصيل المرسوم الحكومي

في خطوة تهدف إلى تحسين الوضع التعليمي في البلاد، صادق مجلس الحكومة على مرسوم رقم 2.24.706، الذي يندرج تحت المبادرة الملكية “مليون محفظة”. يتضمن المرسوم تقديم دعم مالي مباشر للأسر المستفيدة، لتخفيف تكاليف العودة إلى المدرسة. وينص المرسوم على منح 200 درهم لكل تلميذ في السلك الابتدائي والإعدادي، و300 درهم لكل تلميذ في السلك الثانوي التأهيلي، وذلك لتغطية نفقات الكتب واللوازم المدرسية.

الهدر المدرسي: أرقام مقلقة

وفقًا لوزير التعليم المغربي، شكيب بنموسى، ينقطع حوالي 331 ألف تلميذ عن الدراسة سنويًا. وقد أشار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى أن مكافحة الهدر المدرسي تتطلب تحسين البنية التحتية المدرسية وتعزيز الدعم الاجتماعي لمواجهة العوائق الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون متابعة التمدرس.

الأسباب والعوامل المؤثرة

يعزو الخبراء الهدر المدرسي إلى عدة عوامل رئيسية، منها:

  1. الفقر والهشاشة: الأسر ذات الدخل المنخفض تعاني من صعوبات في تغطية نفقات التعليم، مما يجبر الأطفال على مغادرة المدرسة للعمل أو مساعدة الأسرة.

  2. بُعد المدارس: صعوبة الوصول إلى المدارس في المناطق النائية تسهم في ارتفاع معدلات الانقطاع.

  3. ضعف المناهج: المناهج الدراسية التي لم تتطور منذ سنوات تُعتبر سببًا رئيسيًا في ضعف التحصيل الدراسي، مما يؤدي إلى فقدان الدافعية لدى التلاميذ.

  4. الأسرة: دور الأسرة في دعم التعليم يعتبر ضروريًا، ولكن هناك تراجع في هذا الدور في بعض الأحيان.

المبادرات اللازمة

في ضوء هذه التحديات، دعا الخبراء إلى ضرورة مراجعة المناهج الدراسية وتعديل عدد ساعات الدراسة لتلبية احتياجات التلاميذ بشكل أفضل. كذلك، شددوا على أهمية تحسين التكوين المهني للأساتذة وتوفير دعم إضافي للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

التحديات المستقبلية

رغم المبادرات الحكومية، فإن نجاحها في الحد من الهدر المدرسي يعتمد على التنفيذ الفعّال والتزام جميع الأطراف المعنية. يجب أن تواكب السياسات الحكومية بشكل دائم التغيرات في الوضع الاجتماعي والاقتصادي لضمان تحقيق أهدافها المرجوة.

خاتمة

تعتبر مبادرة “مليون محفظة” خطوة إيجابية نحو تحسين الدعم الاجتماعي وتعزيز التعليم في المغرب. ومع ذلك، فإن مواجهة ظاهرة الهدر المدرسي تتطلب جهدًا منسقًا يشمل تحسين المناهج الدراسية، توسيع البنية التحتية التعليمية، وتعزيز الدعم الأسري. فقط من خلال تحقيق هذه الأهداف يمكن للمبادرات الحكومية أن تحقق تأثيرًا فعليًا في تقليل نسبة الهدر المدرسي وتحسين جودة التعليم في البلاد.

  ورغم هذه الخطوة الإيجابية، يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى فعالية هذه المبادرة في معالجة الأسباب الجذرية للهدر المدرسي، مثل الفقر، بُعد المدارس، وضعف تكوين الأساتذة، والثغرات في المناهج الدراسية. في هذا التقرير، سنستعرض كيف يمكن أن تؤثر هذه الإصلاحات الجديدة على النظام التعليمي المغربي، والتحديات التي قد تواجهها في تحقيق أهدافها الطموحة.