مجلة أمريكية : “حماس” أصبحت اليوم أقوى مما كانت عليه في السابع من أكتوبر وأكثر شعبية وأكثر تماسكاً في وجه إسرائيل

0
357

نشرت مجلة “فورين أفيرز” تقريرا بعنوان “حماس تنتصر”، أكدت فيها أنه “بعد تسعة أشهر من العمليات القتالية الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة لم تهزم حماس، كما أن إسرائيل ليست قريبة من هزيمة الحركة.. بل على العكس من ذلك، ووفقاً للمقاييس المهمة، أصبحت حماس اليوم أقوى مما كانت عليه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.

وأكّدت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، اليوم الجمعة، أنّ حركة “حماس” أصبحت اليوم، “أقوى مما كانت عليه” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما أصبحت القضية الفلسطينية “أكثر شعبية وجاذبية”.

وقالت المجلة في تقريرٍ لها إنّه بعد “تسعة أشهر من العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزّة، لم تُهزم حماس وليست قريبة من ذلك أيضاً”.

كما أضافت الصحيفة أنّ إسرائيل غزت قطاع غزّة بنحو 40 ألف جندي وهجّرت 80% من السكان قسراً، وقتلت أكثر من 37 ألف فلسطيني، وأسقطت ما لا يقلّ عن 70 ألف طن من القنابل على القطاع، وألحقت أضراراً بأكثر من نصف مبانيه، وقيّدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، ما ترك السكان بالكامل على حافّة المجاعة.

الكل يتحرك نحو استحقاقات 2026‏

وعلى الرغم من أنّ العديد من المراقبين سلّطوا الضوء على عدم أخلاقية سلوك “إسرائيل”، فإنّ القادة الإسرائيليين ظلّوا يزعمون باستمرار أنهم أقرب إلى هزيمة حماس وإضعاف قدرتها، ولكن الأمر الذي تبيّن الآن هو أنّ “قوّة حماس آخذة في النمو فعلياً”، وفق “فورين أفيرز”.

ووفق المجلة، فإنّ الخلل المركزي في استراتيجية إسرائيل، ليس فشل التكتيكات، “بل إنّ الفشل الذريع كان عبارة عن سوء فهم فادح لمصادر قوّة حماس”، ومما ألحق ضرراً كبيراً بـ”إسرائيل”، أنّها فشلت في إدراك أنّ المذبحة والدمار اللذين فرضتهما على غزّة، لم يؤديا إلا إلى زيادة قوة المقاومة.

وعلى الرغم من خسائرها، لا تزال حماس تسيطر بحكم الأمر الواقع، على مساحات واسعة من قطاع غزّة، بما في ذلك المناطق التي يتركز فيها المدنيون الآن.

ووفقاً لتقييم إسرائيلي حديث، أصبح لدى حركة حماس الآن، عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من قطاع غزّة، مع العلم أنّ هذه المناطق دخلها “الجيش” الإسرائيلي في الخريف الماضي، وفق “الميادين”.

ولفتت المجلة إلى أنّ حماس لا تزال قادرة على ضرب “إسرائيل” ومن المرجّح أنّ لديها نحو 15 ألف مقاتل مجهّز، كما أنّه لا يزال ما يزيد على 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة لها صالحة للاستخدام في التخطيط، وتخزين الأسلحة، وتنفيذ الهجمات، كما أنّ معظم القيادات العليا لحماس في غزة سليمة.

وأوضحت الصحيفة أنّ القصف الإسرائيلي والغزو البري لقطاع غزّة، لم يؤديا إلى تراجع الدعم الشعبي الفلسطيني، ويبدو أنّ الدعم للمقاومة ارتفع عن السابق، ولا سيما في الضفة الغربية بشكل خاص، الأمر الذي يشير إلى أنّ حماس حققت مكاسب واسعة النطاق في مختلف أنحاء المجتمع الفلسطيني.

وأكد مسؤول أميركي أن تل أبيب بعيدة عن تدمير حركة حماس، وذلك في موقف منافي تماما لما يصرح به المسؤولون الإسرائيليون وقادة أمنيون سابقون عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح جنوب غزة.

وقال المسوؤل في تصريحات لشبكة CBS الأميركية، اليوم الجمعة، إن “الإسرائيليين لم يقتربوا بعد من تحقيق هدفهم المتمثل في تدمير حماس”.

وأضاف أنه “لا يزال هناك مئات المقاتلين وأميال من الأنفاق غير المستكشفة، ولا يزال زعيم حماس يحيى السنوار طليقاً”.

ورأى المسؤول أنه “في ظل غياب وجود أي خطة إسرائيلية لليوم التالي في غزة بعد انتهاء الحرب، فإن الاستراتيجية الحالية هي وصفة لحرب مستمرة”، وفق تعبيره.

وتأتي التصريحات بعد ساعات من حثّ وزيرالخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أمس الخميس، خلال لقائه وفداً من المسؤولين الإسرائيليين على ضرورة الدفع قدماً بمفاوضات وقف إطلاق النار، ووجوب البحث عن خطة لما بعد الحرب في قطاع غزة.

وفي تأكيد على الرؤية الأميركية حيال صعوبة هزيمة “إسرائيل” لحركة حماس، نشرت مجلة “فورين أفيرز” تقريرا بعنوان “حماس تنتصر”، أكدت فيها أنه “بعد تسعة أشهر من العمليات القتالية الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة لم تهزم حماس، كما أن إسرائيل ليست قريبة من هزيمة الحركة.. بل على العكس من ذلك، ووفقاً للمقاييس المهمة، أصبحت حماس اليوم أقوى مما كانت عليه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.

وذكرت المجلة أنه “ورغم أن العديد من المراقبين سلطوا الضوء على عدم أخلاقية سلوك إسرائيل، فإن القادة الإسرائيليين ظلوا يزعمون باستمرار أن هدف هزيمة حماس وإضعاف قدرتها على شن هجمات جديدة ضد المدنيين الإسرائيليين لابد أن يكون له الأسبقية على أي مخاوف بشأن حياة الفلسطينيين. ويجب قبول معاقبة سكان غزة باعتبارها ضرورية لتدمير قوة حماس”..

وأضافت أنه “بفضل الهجوم الإسرائيلي، فإن قوة حماس آخذة في النمو فعلياً”، مشيرة إلى أنه “كما ازدادت قوة الفيتكونغ خلال عمليات “البحث والتدمير” الضخمة التي اجتاحت معظم أنحاء فيتنام الجنوبية في عامي 1966 و1967 عندما أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى البلاد في محاولة عبثية في نهاية المطاف لتحويل مسار الحرب لصالحها، فإن حماس لا تزال قائمة”.

ولفتت “فورين أفيرز” إلى أن “الخلل المركزي في استراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية… بل إن الفشل الذريع كان عبارة عن سوء فهم فادح لمصادر قوة حماس. ومما ألحق ضرراً كبيراً بإسرائيل أنها فشلت في إدراك أن المذبحة والدمار الذي أطلقته في غزة لم يؤدي إلا إلى زيادة قوة عدوها”.

وذكرت أنه “وفقاً لتقييم إسرائيلي حديث، أصبح لدى حماس الآن عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة، التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي في الخريف مقارنة بما لديها في رفح في الجنوب”.

وأشارت “فورين أفيرز” إلى أن حركة حماس “لا يزال بإمكانها ضرب إسرائيل”؛ مرجحة  أن “لدى حماس نحو 15 ألف مقاتل معبأ، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد المقاتلين الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر”.

بالإضافة لذلك، شرحت المجلة عوامل تؤكد على قوة “حماس” وهي· لا يزال ما يزيد عن 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للتنظيم صالحة للاستخدام في التخطيط وتخزين الأسلحة والتهرب من المراقبة الإسرائيلية والأسر والهجمات.

· لا تزال معظم القيادات العليا لحماس في غزة سليمة.

 وخلصت المجلة إلى أن “الهجوم الإسرائيلي السريع في الخريف أفسح المجال لحرب استنزاف طاحنة من شأنها أن تترك لحماس القدرة على مهاجمة المدنيين الإسرائيليين حتى لو واصل الجيش الإسرائيلي حملته في جنوب غزة”.

وفيما أكدت أن “حماس تحظى بلحظة “التجمع حول العلم”، وهو ما يساعد في تفسير سبب امتناع أهل غزة عن تقديم المزيد من المعلومات الاستخباراتية للقوات الإسرائيلية”، شددت المجلة على أنه “بعد تسعة أشهر من الحرب المرهقة، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة: لا يوجد حل عسكري وحده لهزيمة حماس. فالحركة أكبر من مجموع عدد مقاتليها الحاليين. وهي أيضاً أكثر من مجرد فكرة مثيرة. فحماس حركة سياسية واجتماعية…… ولن تزول في أي وقت قريب”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في مقال بعنوان ” نتنياهو يخوض حربا مع الجميع تقريباً”، أنه فيما يخوض نتنياهو معارك كثيفة ومتعددة إلا أن “إسرائي ما زالت تتخبط في غمار هجوم عسكري غير مسبوق ضد حماس. في وقت، تتصاعد التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان”.
وأضافت “واشنطن بوست” أن “نتنياهو يختلق صراعات أخرى قريبة وبعيدة في آن واحد”. وفصلت الصحيفة أن نتنياهو خاص معركة ضد الجيش وضد مجلس الحرب الذي حله مؤخرا بالإضافة إلى هجومه الأخير على الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأشارت الصحيفة إلى أن “نتنياهو، السياسي الماكر، يسعى جاهداً لاستخدام كل النفوذ المتاح له في سعي يائس متزايد للتمسك بالسلطة”. ولفتت إلى أنه “بالنسبة لبعض الإسرائيليين، فإن المستقبل السياسي لرئيس الوزراء قد كتبت نهايته بالفعل”.

وفي وقتٍ سابق، أفاد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أنّ الحديث عن تدمير حركة حماس هو “ذرٌّ للرماد”، مضيفاً أنّه “إذا لم تجد الحكومة الفلسطينية بديلاً لحماس فالحركة ستبقى”.