في خضم الأزمة السياسية المتصاعدة في ليبيا، أصر رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، على أن المجلس لم يلغِ العمل بالاتفاق السياسي المعروف بـ”اتفاق الصخيرات”. لكن ما الذي يقف وراء هذه التصريحات وسط التجاذبات الحالية بين الفرقاء الليبيين؟ هل يسعى المجلس حقًا للحفاظ على الاستقرار أم أن هناك أهدافًا أخرى تتخفى وراء هذه المواقف؟
اتفاق الصخيرات: التمسك به أم تجاوزه؟
عقيلة صالح أكد أن المجلس الأعلى للدولة شريك في الحوار، لكنه أشار إلى رفض كل من محمد تكالة، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، ومحمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، اللقاء به مرتين، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الأطراف الليبية بالحوار. هل يتعلق الأمر بخلافات شخصية أم بصراعات أعمق تتعلق بتوزيع السلطة والنفوذ؟
الاتهامات المتبادلة: من المسؤول عن خرق الاتفاقات؟
وفي سياق متصل، صرح صالح بأن “الاتفاق السياسي لا ينص على مشاركة المجلس الأعلى للدولة في إعداد الميزانية”، مما دفعه لاتهام الأطراف الأخرى بخرق التفاهمات. هل يمكن أن تكون هذه الاتهامات جزءًا من استراتيجية سياسية أوسع لتقويض خصومه السياسيين؟
التجاذبات السياسية: ما دور المجلس الأعلى للدولة؟
تشهد الساحة السياسية الليبية انقسامًا حادًا، خاصة مع النزاع حول رئاسة المجلس الأعلى للدولة بين محمد تكالة وخالد المشري. في ظل هذا الانقسام، كيف يمكن للمجلس الأعلى للدولة أن يلعب دورًا في حل الأزمة السياسية، أم أن دوره قد تراجع بفعل هذه الصراعات الداخلية؟
التدخلات الدولية: هل يمكن أن يكون المغرب وسيطًا فعالًا؟
تظهر المملكة المغربية كوسيط محتمل قادر على جمع الأطراف الليبية على طاولة الحوار، بناءً على تجربتها السابقة في احتضان جلسات الحوار الليبي، بما في ذلك اتفاق الصخيرات. هل يمكن للمغرب أن ينجح في هذا الدور مجددًا، أم أن التدخلات الدولية الأخرى ستعرقل هذه الجهود؟
التحركات العسكرية: ما تأثير الجيش الوطني الليبي على الأزمة؟
مع تحركات الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر على الحدود مع الجزائر، يثار تساؤل حول تأثير هذه التحركات على المشهد السياسي الداخلي والخارجي. هل هذه التحركات تهدف إلى تأمين الحدود فقط أم أن لها أبعادًا سياسية أخرى تتعلق بتوازن القوى في ليبيا؟
ختامًا، تعيش ليبيا على وقع تجاذبات سياسية وعسكرية معقدة، تزيد من صعوبة التوصل إلى حل شامل للأزمة. فهل ستؤدي هذه التطورات إلى مزيد من التصعيد أم أن هناك أملًا في تحقيق التفاهم بين الأطراف المتنازعة؟ وهل سيكون المغرب قادرًا على لعب دور حاسم في الوساطة؟