مجموعة انقلابية في بوركينا فاسو تعلن عزل الرئيس وتعليق العمل بالدستور وتغلق حدود البلاد

0
241

أعلن عسكريون في بوركينا فاسو عن استيلائهم على الحكم بعد سيطرتهم على مصير الرئيس روك مارك كريستيان كابوري الإثنين. حيث قال مصدران أمنيان إنّ “الرئيس كابوري ورئيس البرلمان والوزراء باتوا فعلياً في أيدي الجنود” في ثكنة سانغولي لاميزانا في واغادوغو. لكنّ مصدراً حكومياً أكّد أنّ رئيس البلاد فرّ من مقرّ إقامته الأحد “قبل وصول عناصر مسلّحة أطلقت النار على سيارات موكبه”، مشيراً إلى أنّ “الوضع يلفّه الغموض”.




وظهرت على شاشة التلفزيون الرسمي مجموعة من العسكريين بالبزّة المرقّطة يتوسّطهم ضابط برتبة كابتن تلا بياناً موقّعاً باسم الليفتنانت-كولونيل بول-هنري سانداوغو داميبا، رئيس “الحركة الوطنية للحماية والاستعادة” التي نفّذت الانقلاب واستولت على السلطة.

وعلى حسابه في موقع تويتر، نشر كابوري عصر الإثنين رسالة، تعذّر التحقّق ممّا إذا كان هو شخصياً قد كتبها أم لا، دعا فيها “أولئك الذين حملوا السلاح لإلقائه لما فيه مصلحة البلاد العليا”. وأضافت الرسالة أنّ “تناقضاتنا تحلّ بواسطة الحوار والإنصات لبعضنا البعض”.

Image

وأوضح الضابط بالجيش أن التحركات الأخيرة التي قام بها الجيش لم تشهد إراقة أي دماء، وأنهم حافظوا على سلامة الرئيس الجسدية خلال الاحتجاز، بجانب وضع جدول زمني للعودة إلى العمل بالنظام الدستوري المقبول من الجميع. وأشار البيان أيضا إلى فرض حظر تجول من التاسعة مساء وحتى الخامسة صباحا بشكل يومي حتى إشعار آخر. وقال البيان إن الحركة الوطنية للحماية بقيادة العقيد بول هنري سانداغو دومبيا هي المسؤولة عن التحركات الأخيرة في البلاد، ويشغل دومبيا منصب قائد المنطقة الثالثة العسكرية في البلاد منذ نهاية العام الماضي.

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في بوركينا فاسو، وأدان الاستيلاء على السلطة بالقوة، داعيا قادة الانقلاب العسكري إلى ضمان سلامة الرئيس المحتجز روش كابوريه. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن غوتيريش “يتابع تطورات الأوضاع في بوركينا فاسو بقلق عميق. هو قلق بشكل خاص بشأن أمان ومكان احتجاز الرئيس روش مارك كابوريه، بجانب الوضع الأمني السيئ بعد الانقلاب الذي نفذته قطاعات بالقوات المسلحة”، مضيفا أنه يدين بشدة “أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة”. ودعا غوتيريش قادة الانقلاب إلى ضمان سلامة الرئيس، وحث كل الأطراف في بوركينا فاسو إلى الالتزام بضبط النفس والحوار للوصول إلى حلول للتحديات التي تمر بها البلاد.

كان الاتحاد الأوروبي، قد دعا بوقت سابق اليوم الإثنين، إلى الإفراج عن كابوريه، وإلى ضرورة العودة إلى الوضع الديمقراطي في البلاد.

وسبق ذلك إعلان من حزب “حركة الشعب من أجل التقدم” الحاكم في بوركينا فاسو، ما وصفوه بإحباط محاولة لاغتيال رئيس الدولة روش كابوريه وذلك على خلفية استيلاء عسكريين متمردين مبنى الإذاعة والتلفزيون الوطني.

ودان الاتحاد الإفريقي وكذلك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، محاولة الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، داعين قوات الجيش إلى ضمان السلامة الجسدية لرئيس البلاد، روش مارك كريستيان كابوري، في الوقت الذي دعت فرنسا رعاياها إلى توخي الحذر. وحث بيان الاتحاد الأفريقي، الحكومة وجميع الفاعلين المدنيين والعسكريين على تفضيل الحوار السياسي، كصوت لحل المشكلات في بوركينا فاسو.

ومن جانبها، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إنها تتابع بقلق التطورات السياسية والأمنية في بوركينا فاسو المرتبطة بمحاولة الانقلاب العسكري، معربة عن إدانتها لهذا التصرف الخطير، وأنها لن تتسامع معه. كما طالبت المنظمة العسكريين العودة إلى الثكنات، والحفاظ على النظام الجمهوري وتفضيل الحوار مع السلطات لحل المشكلات.

وتخرج تظاهرات غاضبة منذ أشهر في عدد من مدن بوركينا فاسو للتنديد بعجز السلطة عن التصدي لهجمات الجهاديين المتكررة، ويتم تفريقها او حظرها عموما من قبل شرطة مكافحة الشغب. وبات الرئيس كابوري الذي يتولّى السلطة منذ 2015 وأعيد انتخابه في 2020 على أساس وعوده بأن يعطي الأولوية لمكافحة الجهاديين، موضع احتجاج متزايد من السكان بسبب أعمال العنف الجهادية وعجزه عن مواجهتها.

وطوال يوم الأحد قدم متظاهرون دعمهم للمتمردين ونصبوا حواجز في عدة مناطق من العاصمة قبل ان تفرقهم الشرطة كما أفاد مراسو وكالة فرانس برس. وسمع إطلاق النار على مدى ساعات الأحد في عدة ثكنات في بوركينا فاسو بينها ثكنة سانغولي لاميزانا، وبابا سي والقاعدة الجوية في واغادوغو.

والإثنين قالت دول غرب أفريقيا إنّها تتابع “بقلق بالغ” تطوّرات الوضع في بوركينا فاسو غداة “المحاولة الانقلابية”.

بدوره أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الإثنين عن إدانته “للمحاولة الانقلابية” في بوركينا فاسو، مطالباً الجيش بضمان سلامة الرئيس وأعضاء حكومته. وقال الاتّحاد الأفريقي في بيان إنّ رئيس المفوضية “يدين بشدّة المحاولة الانقلابية ضدّ الرئيس المنتخب ديموقراطياً” روك مارك كريستيان كابوري.

ودعت واشنطن والاتحاد الأوروبي الإثنين إلى “الإفراج فوراً” عن رئيس بوركينا فاسو. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس إنّ الولايات المتّحدة تطالب الجيش في بوركينا فاسو بـ”الإفراج الفوري” عن كابوري وبـ”احترام الدستور” و”قادة البلاد المدنيين”، مشيراً إلى أنّ واشنطن تحضّ “جميع الأطراف في هذا الوضع المضطرب على الحفاظ على الهدوء وتوسّل الحوار سبيلاً لتلبية مطالبهم”.

وفي بروكسل قال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إنّ الاتّحاد الأوروبي وإذ يتابع من كثب تطوّرات الوضع في بوركينا فاسو، “يدعو جميع الجهات الفاعلة إلى الهدوء وضبط النفس، كما يدعو إلى إطلاق سراح الرئيس كابوري وأعضاء مؤسّسات الدولة على الفور”.

وتُعدّ بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا وليس لديها منفذ مائي، بين أفقر دول العالم، ولم تتمتّع بكثير من الاستقرار منذ استقلّت عن فرنسا عام 1960.