محتجون بــ “تندوف المحتلة ” يطالبون المفوضية السامية للاجئين حمايتهم من “استبداد وتعسف البوليساريو”

0
407

ميليشيات البوليساريو تسوق لروايات عن أحداث داخل مخيمات تندوف على أنها أحداث عرضية بينما تجمع كل المؤشرات على انفلات أمني خطير. المحتجون رفعوا شعارات: “لا للاستبداد لا للتعسف”، “نريد العدالة”، ”المرأة خط أحمر” و“العمل والنقل من حقوق المهاجرين”.

طالب أكثر من 60 شخصا من بينهم 20 امرأة، يتحدرون من قبيلة الركيبات السواعد المقيمين في تندوف، أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقرب من الرابوني، “حمايتهم من بطش البوليساريو وتنكيلها ومعاملتهم معاملة آدمية خاصة على مستوى حركة التنقل والعمل والحقوق والحريات” ورفعوا شعارات من قبيل: “لا للاستبداد لا للتعسف”، “نريد العدالة”، ”المرأة خط أحمر” و“العمل والنقل من حقوق المهاجرين”.

تأتي الاحتجاجات على خلفية اعتقال ابن عمومتهم سالم ماء العينين السويعد منذ أبريل/نيسان المنصرم، حيث حاصر عناصر البوليساريو المحتجين بمركباتهم ومنعوهم من الاقتراب من المقر الرئيسي للمفوضية السامية للاجئين.

ومن جهته قال  الإرهابي بجبهة البوليساريو أبي بشرايا البشير، في تصريحات مختلفة لوسائل الإعلام الدولية، بأن “الجبهة تواجه تحديات كبيرة يجب أن تعيها الساكنة” مؤكدا على أن “سنتي 2023 و2024 مفصليتان في تاريخها”.

وأوضح الإرهابي الانفصالي، في سياق الاحتجاجات العنيفة التي تعيشها مخيمات تندوف، أنه “يجب الالتفاف حول البوليساريو الارهابية لكي تكون في مستوى التحديات القادمة”، مشيرا بشكل صريح إلى أن الجبهة هي التي انخرطت في الحرب بشكل أحادي”.

ميليشيا البوليساريو تخشى فقدان السيطرة على مناوئيها داخل مخيمات تندوف

تشهد مخيمات تندوف (المحتلة) التي تديرها جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر حالة احتقان شديد منذ أشهر حتى قبل المؤتمر السادس عشر للجبهة الوهمية الذي أعيد خلاله التجديد للأمين العام الحالي للجبهة إبراهيم غالي بغطاء وضغط جزائري، تحول في الفترة الأخيرة من احتجاجات محدودة إلى تمرد.

ولا تقل هذه التطورات أهمية عن تلك التي شهدتها المخيمات في الفترة التي أعقبت إعادة انتخاب إبراهيم غالي على رأس البوليساريو وسط اعتراضات كبيرة من قيادات شككت في نزاهة التصويت، مشيرة إلى حملة ترهيب قادتها الجزائر من خلال نشر عناصر أمنية بزي مدني في محيط خيمة المؤتمر وممارسة ضغوط على الناخبين إلى جانب تلاعب رافق تلك العملية.

وبحسب منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ’فورساتين’ الذي يتابع عن كثب تطورات الوضع في مخيمات تندوف، فإن رواية البوليساريو عن حادث يراد منها استبعاد حقيقة الانفلات الأمني الذي لا يخرج عن سياق تمرد في الصحراويين.

وتحكم ميليشيا البوليساريو بدعم جزائري قبضتها على المخيمات وقادت في الأشهر القليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة ومداهمات لمنازل نشطاء فضحوا انتهاكات واسعة للجبهة وقيادتها.

وكانت عائلات تعرض أفرادها للقمع قد كسرت حاجز الخوف قبل فترة واقتحمت مراكز للدرك وأضرمت النيران في عربات تابعة لميليشيا البوليساريو.

وتحاول قيادة الجبهة الانفصالية تكميم أصوات معارضيها داخل تندوف وتكابد في منع تسرب أخبار عما يجري بكل الوسائل المتاحة، بينما أربكتها الأحداث التي نشرها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة.

وتشير التطورات الأخيرة إلى اتساع نطاق ما يمكن وصفه بالتمرد، إلى حالة إرباك لدى قيادة الجبهة الانفصالية، بينما تزداد عزلتها مع تواتر الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء.

وكانت قد نددت بمشاورات المبعوث الأممي الخاص للصحراء ستيفان دي ميستورا رغم أنها لا تخفي اعتراضاتها على مخرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654.

وتنظر البوليساريو لتطورات ملف الصحراء بقلق، بينما أعلنت واشنطن أبريل الماضي دعمها لجهود دي ميستوار.

وكانت نائبة وزير الخارجي الأميريكي ويندي شيرمان قد عقدت أبريل الماضي لقاء مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، مشددة على دعم بلادها الكامل لجهود دي ميستورا وترحيبها بتكثيفه مسلسل مشاوراته من أجل لدفع العملية السياسية الجارية.