محمد الجوهري: ذاكرة الهجرة المغربية وصوت الجالية في هولندا

0
217

في فسيفساء العمل الجمعوي والثقافي المغربي بأوروبا، يبرز محمد الجوهري كأحد الوجوه البارزة التي طبعت مسيرة الهجرة المغربية إلى هولندا بطابع من الالتزام، والعطاء، والوفاء للهوية. هو شاهد حي على نصف قرن من التحولات، وركيزة أساسية في مد الجسور بين الماضي والحاضر، بين الوطن الأم وبلد الإقامة.

رجل حضور وذاكرة

ينتمي إلى الجيل الذي عاش بدايات الهجرة المغربية خلال ستينيات القرن العشرين، عندما كانت الهجرة تُكتب بالبذل والتضحيات. بمرور العقود، تحوّل من شاهد على تجربة الهجرة إلى فاعل في صياغة ذاكرتها، مساهماً في نقلها إلى الأجيال الجديدة، ومشاركًا في حفظ تراث النضال والتحدي.

فاعل في المشهد الجمعوي والثقافي

كرّس جهوده لخدمة الجالية المغربية بهولندا، وخصوصًا فئة الشباب، من خلال أنشطة تربوية وثقافية وأنظمة تربطهم بالوطن الأم. نظم رحلات ميدانية لأحفاد المهاجرين، وشجّع لقاءات جمعت مثقفين وفنانين من المغرب بالجالية، مبرزا أهمية الهوية في الاندماج.

دور وطني لا يغيب

يشارك بانتظام في المناسبات الوطنية من عيد العرش إلى ذكرى المسيرة الخضراء، مؤكدًا على وحدة المغرب والدفاع عن قضاياه. جهوده تظهر توجهًا تواصليًا يؤكد انتماء الجالية إلى الوطن رغم بعد المسافة.

التزام ثقافي وتربوي

شارك في ندوات وورشات حول الهجرة والتربية، داعيًا إلى الاندماج الذي يحفظ الهوية. ينشط في مشاريع إعلامية تهدف إلى مقاومة الذوبان الثقافي وضمان التوازن بين الانفتاح والحفاظ على الجذور.

اعتراف وتقدير

نال عدة تكريمات وشهادات تقدير من مؤسسات مغربية وهولندية، توثيقًا لجهوده في تعزيز صورة المغرب بالخارج وربطه بطيف الجالية.

حضور وكلمة في اليوم الوطني للمغاربة العالم – بركان

في حفل “اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج” في إقليم بركان ما بين 25 و27 يوليوز ، سلّط محمد الجوهري الضوء على أهمية دعم الجالية وتشجيع الاستثمار والربط المؤسساتي. وأشاد بالتفاعل الإيجابي للسلطات، خصوصًا دور عامل الإقليم ومؤسسات الاستثمار والمرافق العمومية.

فضلاً عن ذلك، أكّد الجوهري أن هذا اللقاء يمثل نموذجًا للعناية السامية بالمغاربة المقيمين بالخارج، ودعوة مفتوحة لمزيد من تفعيل دورهم في التنمية الوطنية. وقد شجع المغاربة على الاستثمار في الفلاحة والمقاولة، مدعوماً بتسهيلات محلية تنسجم مع الرؤية الملكية لجلالة الملك محمد السادس

خاتمة: نموذج يُحتذى

في سيرة محمد الجوهري، تتجلى الهجرة كقيمة حضارية، لا خيارًا فرديًا فقط. هو رمز للنجاح المغربي في الغربة، نموذج لمواطن وفيّ لوطنه، يجمع بين الهوية والانفتاح، والذاكرة والمستقبل. حضورُه المتواصل في الفعاليات، وشهادته للمعاناة والأمل معًا، تجعل منه صوتًا حيًا للجالية المغربية في أوروبا، يقود التغيير بالبصيرة، ويبني الجسور بين وطنين.