اشتعلت وسائل الإعلام المصرية وشبكات التواصل الاجتماعي بالجدل إثر انتشار صورة جمعت أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، مع محمود فتحي، الإسلامي السلفي المصري المثير للجدل، وياسين أقطاي، مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي. أثارت الصورة تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الأطراف الثلاثة وأبعادها الإقليمية والدولية.
محمود فتحي: مسيرة مثيرة للجدل
محمود فتحي، أحد القيادات السلفية البارزة في مصر، ظهر على الساحة بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث كان من مؤسسي حزب “الفضيلة” السلفي. وكان مقربًا من حازم صلاح أبو إسماعيل، الزعيم السلفي الذي حظي بشعبية واسعة آنذاك.
أسس فتحي أيضًا حركة “حازمون”، التي لعبت دورًا في المشهد السياسي المصري خلال حكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي.
بعد الإطاحة بمرسي في 2013، هرب فتحي إلى تركيا، حيث استمر في نشاطه السياسي والدعوة إلى التظاهر ضد النظام المصري. ومع تزايد اتهامات السلطات المصرية له بالتورط في قضايا إرهابية، أدرج اسمه في عدة قضايا أبرزها:
-
قضية “كتائب حلوان”: صدر فيها حكم بالسجن المؤبد.
-
قضية “استهداف الكمائن الأمنية”: حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا.
-
اغتيال النائب العام هشام بركات: صدر بحقه حكم بالإعدام.
رغم طلب مصر تسليمه عبر الإنتربول، رفضت تركيا الاستجابة لهذه المطالب، مما زاد من توتر العلاقات بين البلدين.
علاقته بتركيا والجماعات المسلحة
أصبح محمود فتحي شخصية محورية في أوساط الإسلاميين المقيمين في تركيا. تشير تقارير مصرية إلى علاقاته الوثيقة بياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تصفه بعض المصادر بأنه “رجل أردوغان” في التواصل مع الجماعات الإسلامية العربية.
اتهمت مصر فتحي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التركية في تدريب ميليشيات مسلحة، وإشرافه على إرسال عناصر إخوانية وسلفية مصرية إلى سوريا للقتال. ومع تقدم قوات “جبهة تحرير الشام” في سوريا، زار فتحي البلاد، وتنقل بين المدن الرئيسية، وفق ما نشره على حسابه بمنصة X (تويتر سابقًا).
الصورة مع الجولاني: دلالات وأسئلة
الصورة التي جمعت فتحي مع أبو محمد الجولاني وياسين أقطاي أثارت تساؤلات عدة، أبرزها:
-
ما طبيعة العلاقة بين فتحي والجولاني؟
هل تربطهما مصالح مشتركة ضمن الإطار السلفي الجهادي، أم أن هناك تنسيقًا برعاية تركية؟ -
دور تركيا في المشهد؟
هل تعكس هذه الصورة مدى النفوذ التركي في توجيه الجماعات المسلحة في المنطقة، خصوصًا تلك المرتبطة بهيئة تحرير الشام؟ -
انعكاسات على السلطة السورية؟
مع تزايد تقدم هيئة تحرير الشام، هل يشير ذلك إلى تغير ديناميكيات العلاقة بين الجماعات الإسلامية المسلحة والسلطة الجديدة في دمشق؟
البعد الإقليمي والدولي
الصورة لم تقتصر تداعياتها على الساحة المصرية، بل ألقت الضوء على دور تركيا في دعم وإدارة الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط. يطرح هذا تساؤلات حول:
-
السياسة التركية تجاه المعارضة المصرية والسورية:
هل تسعى تركيا لتعزيز نفوذها من خلال دعم شخصيات إسلامية مثل فتحي والجولاني؟ -
تأثير العلاقة على الديناميكيات الإقليمية:
كيف يمكن أن يؤثر هذا التحالف بين أطراف إسلامية متباينة على مستقبل الصراعات في سوريا ومصر؟