مذكرة تفاهم أمني إسرائيلية مغربية “غير مسبوقة” تعزز امكانية اقتناء المملكة معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة

0
236

وسائل إعلام إسرائيلية تصف الاتفاق الذي وقعه وزير الدفاع الإسرائيلي والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي  بـ “غير المسبوق”، وسيتيح للمملكة اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.

الرباط – ووقع وزير الامن الاسرائيلي بيني غانتس مع نظيره المغربي ، عبد اللطيف لوديي (الوزير المكلف بادارة الدفاع الوطني)على مذكرة تفاهم امنية ترتبط بالتعاون الامني بين اسرائيل والمغرب، مذكرة التفاهم وضعت الاسس لصفقات اسلحة مستقبلية بين البلدين اللذين استئنفا العلاقات بينهما في اطار اتفاقيات ابراهيم العام الماضي.

ووصل غانتس الليلة الى العاصمة المغربية الرباط وكان في استقباله مسؤولين امنيين مغربيين في المطار ، مع رئيس البعثة الاسرائيلية في الرباط دافيد غوفرين، وبدأ غانتس زيارته صباح اليوم في زيارة الى ضريح الملك محمد الخامس ووضع عليه أكاليل الزهور. 

كما بدأ غانتس الساعة العاشرة اجتماعه بمرافقة البعثة الامنية الاسرائيلية التي يترأسها في وزارة الدفاع المغربية، حيث اجرى هناك اجتماعا مغلقا مع نظيره المغربي وفي نهايته تم التوقيع على مذكرة التفاهم الامنية. 

ونقل موقع “والا” العبري عن مسؤولين امنيين انهم يقدرون بان الاتفاق الذي سيتم توقيعه اليوم سيساعد الجانبين بتقوية العلاقات وسيتيح لهم تبادل المصالح الامنية، ليس فقط عن طريق الاستيراد والتصدير للتقنيات الامنية ومنظومات الاسلحة المتطورة. 

وبعد التوقيع ، قائد الاركان المسلحة المغربية استقبل غانتس في استقبال عسكري خاص، وفي نهاية الاجتماع الشخصي بين الجانبين سيجتمع غانتس مع كبار المسؤولين الامنيين في البلاد، بينهم رئيس الاستخبارات وجميع كبار هيئة الاركان العامة، وبعد الظهر يزور غانتس وحدة المظليين الاولى في المغرب، ولاحقا سيجري اجتماعا مع وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة. 

وكان غانتس قبل صعوده الى الطائرة صرح مساء امس :”هذه الزيارة الاولى لوزير امن اسرائيلي بصورة رسمية الى هذا البلد، سنوقع اتفاقيات تعاون، سنستمر بتقوية العلاقات، من المهم جدا لنا ان تكون الزيارة ناجحة”. 

وسيتيح الاتفاق للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير. ويأتي ذلك بعد عام من تطبيع علاقاتهما بمقتضى اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على صحرائه المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

ووصف غانتس الاتفاق بأنه “أمر مهم جدا، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية” إلى المغرب.

وقبيل أن يستقبله نظيره المغربي توجه وزير الدفاع الإسرائيلي والوفد المرافق له إلى ضريح محمد الخامس بالرباط للترحم على جد الملك محمد السادس ووالده الحسن الثاني. وكتب على الدفتر الذهبي للضريح “نرجو مباركتهما ونتطلع معا إلى مستقبلنا المشترك، في وقت تتعمق فيه الروابط بين شعبينا وتتوحد أمتانا لرسم رؤية مشتركة للسلام”.

وقبل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب مساء الثلاثاء تحدث غانتس عن “رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد”.

ويرتقب أن يتباحث المسؤول الإسرائيلي في وقت لاحق الأربعاء مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وأقام المغرب وإسرائيل علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

واستأنف الجانبان علاقاتهما أواخر العام ليكون المغرب رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وعشية وصول غانتس إلى الرباط جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما الاثنين بواشنطن، التأكيد على أهمية “التعميق المستمر” للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وتأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في أغسطس/اب قطع علاقاتها مع الرباط بسبب ما قالت إنها “أعمال عدائية”. وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض مبرراته التي وصفها بـ”الزائفة”. كما أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة الماضية “تكثيف” عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء المغربية.

ويعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيت بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة، قائلا “في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك”.

وتعد إسرائيل من أهم مصدري طائرات الدرون الحربية المسيرة في العالم وكذلك برامج المعلوماتية الأمنية عالية التكنولوجيا مثل برنامج بيغاسوس المثير للجدل، لكن هذا النوع من المبيعات يجب أن تصادق عليه وزارة الدفاع الإسرائيلية.

واتهم تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية في يوليو/تموز المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس لاستهداف صحافيين ومعارضين وشخصيات سياسية مغربية وأجنبية، لكن الرباط نفت بشدة تلك الاتهامات ورفعت دعاوى قضائية بتهمة “التشهير” ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.

أثارت زيارة غانتس الذي كان قائد أركان الحرب الإسرائيلية خلال الحرب على غزة العام 2014، تنديد النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.

ويرى وايتسمان أنّ المغرب لم يتخلّ عن القضية الفلسطينية، “لكن لديه مصالح أخرى ومنافع كثيرة ليجنيها من إعادة تنظيم علاقاته”، مضيفا “جلّ بلدان المنطقة لم تعد ترغب في أن تظل رهينة لهذه القضية، بل في إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة وإسرائيل لديها الكثير لتقدمه”.

وأكد الملك المفدى محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس في عدة مناسبات بعد إعادة العلاقات مع إسرائيل، استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.

 

 

 

 

محمد رفيقي : الوشم ليس حرام!.. خطورة التشكيك فيما ثبت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟!