الجزائر قلقة للغاية من التطورات الأخيرة و التقارب المغربي الإسرائيلي وتعتبر الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما تستهدف “أمنها وسيادتها” وسيغير قواعد اللعبة في 3 سنوات، ويرى مراقبون أن هذا القلق والارتياب قد يدفع الجزائر إلى التقارب أكثر مع إيران التي تعلن العداء علنا لإسرائيل ولا علاقات دبلوماسية لها مع الرباط.
نقلت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية عن مسؤول كبير في الجيش الجزائري، قوله ” شن الحرب يجب أن يتم اليوم، أما في غضون ثلاث سنوات، فسيكون الوضع قد تغير” مشيرا إلى أنه”واثق من التفوق العسكري المفترض للجيش الجزائري”.
وأكد المصدر بأن “الجزائر قلقة للغاية من التطورات الأخيرة في العلاقات بين المغرب وإسرائيل ودعم الأخيرة للرباط” ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المصدر ذاته قوله إن “هذا سيغير قواعد اللعبة في غضون ثلاث سنوات”.
ويعتقد المصدر الجزائري أنه “في الوقت الحالي، يطلب الأمريكيون من الإسرائيليين عدم توفير أنظمة أسلحة يمكن أن تسبب اختلالا عسكريا فوريا لصالح المغرب”. وتعلق الصحيفة قائلة “إن أكثر ما يقلق الجزائريين هو الأسلحة المتعلقة بالحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار”.
وقال المصدر للصحيفة إن “سلاح البر هو نقطة ضعف الجيش المغربي وأن تفوق الجيش الجزائري هو أمر نسبي” “الخبراء يعرفون أن مقارنة عدد الطائرات أو الدبابات أو الرجال أو السفن غالبا ما يكون له أي معنى من الناحية العسكرية”
وقدمت لوبنيون السيناريوهات المحتملة في حالة حدوث مواجهة مسلحة بين البلدين الجارين، ويبدو أن خيار “الرد التدريجي هو المرجح وأحد الخيارات هو منطقة حظر طيران، تستهدف الطائرات المغربية -الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص- فوق الشريط الذي تسيطر عليه البوليساريو”.
ولم تستبعد “لوبنيون” خيار “هجوم بري، مع فرق مشاة وألوية مدرعة”، وهو ما يجعل من “خطر التصعيد حقيقيا”.
وتقول الوسيلة الإعلامية الفرنسية إنها ترى في سلوك الجزائر “نوعا من الغطرسة وعقدة التفوق لا تدعو إلى الحذر”. ونقلت عن مصدر جزائري قوله “عسكرياً نحن متفوقون جدا على المغاربة”.
وأضاف تقرير الصحيفة أن “ما نعرفه هو أن الجزائر تنفق على جيشها أموالا أكثر بكثير مما ينفقه المغرب، على مدى السنوات العشر الماضية، اشترت الجزائر ضعف المعدات (10.5 مليار دولار) التي اشترتها المملكة المغربية (4.5)”
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد نبون قد تباهى في مقابلة نشرت يوم 2 يونيو/تشرين الثاني المنصرم في الأسبوعية الفرنسية “لوبوان”، بـ”التفوق المفترض للجيش الجزائري” قائلا: “سوف نرد إذا تعرضنا للهجوم، لكنني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، لأن موازين القوى معروفة “.
والأربعاء الماضي ، وقّع المغرب وإسرائيل خلال زيارة وزير الدفاع بيني غانتس للمملكة اتفاقا للتعاون الأمني من شأنه تسهيل حصول الرباط على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية.
واعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري، صلاح قوجيل، الخميس، أن بلاده “هي المستهدفة” بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب.
وقال قوجيل في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية إن “الأعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر”، مشددا على أن بلاده “هي المستهدفة” بالزيارة التي أجراها غانتس، حسب تعبيره.
وتوقع مراقبون أن تبحث الجزائر عن تعزيز علاقاتها مع دول إقليمية ردا على التقارب المغربي الإسرائيلي، وتبرز إيران كأحد أبرز هذه الدول، خاصة في ظل تواتر لقاءات المسؤولين من البلدين.
وكان لافتا حضور رئيس الوزراء الجزائري ووزير المالية، أيمن بن عبد الرحمن، لتنصيب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في طهران.
كما كشف وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة عن لقاء بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في سبتمبر الماضي.
وكتب لعمامرة في تغريدة على تويتر أنه ناقش مع نظيره الإيراني سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وتشاورا بخصوص القضايا الإقليمية.
مع وزير خارجية إيران، السيد حسين أمير عبد اللهيان، تباحثنا حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين واستغلال الفرص والامكانيات المتاحة من الجانبين لترقية التعاون الاقتصادي، إلى جانب التشاور بخصوص القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. pic.twitter.com/EJx9eD5UUw
— Ramtane Lamamra | رمطان لعمامرة (@Lamamra_dz) September 25, 2021
وأثنت إيران على موقف الجزائر من عودة سوريا المحتملة إلى الجامعة العربية، وأفادت الخارجية الإيرانية، الأسبوع الماضي، أن الوزير أمير عبداللهيان نوّه في اتصال مع لعمامرة بـ”موقف الجزائر العقلاني من عودة سوريا الى الجامعة العربية”، مبديا أمله في أن يثمر الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية، الذي سينعقد في الجزائر، عن “فوائد مهمة للأمة الإسلامية”.
ولا يستبعد الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، روني شالوم، التقارب بين الجزائر وإيران، ويرى أنه “محاولة جزائرية لكسب أصدقاء جدد في المنطقة”.
ويضيف شالوم في حديث سابق أن الخطوة الجزائرية نابعة من “اليأس”، بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن الجزائر “ستخسر من هذه الخطوة”، حسب تعبيره.
ويتفق الخبير الأمني المصري، سمير راغب مع هذا الرأي ويتوقع أن “تخسر الجزائر الكثير، إن تقاربت مع إيران، في علاقاتها العربية”.
محكمة استئناف طرابلس تُعيد الدبيبة إلى قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية و استبعاد حفتر والقذافي