مستشار جلالة الملك “أندريه أزولاي” يستقبل وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية

0
259

 استقبل السيد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله ورعاه، سعادة وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيليى عيساوي فريج، بمدينة الصويرة (غرب المغرب).

وخلال اللقاء، رحب فريج :”تفرد النموذج المغربي للتعايش بين الديانات تجسد الحكمة والرؤية المتبصرة والنيرة لمحمد السادس” ، منوهاً بما تشهده العلاقات بين مملكة الضريفة ودولة إسرائيل من تطور وتقدم على المستويات كافة بما يعكس تطلعهما للمضي قُدماً بالتعاون الثنائي لآفاق أرحب بما يعزز مصالحهما المشتركة، متمنياً كل التوفيق والنجاح. 

وأشاد فريج، في كلمة بالمناسبة، بالاستقبال الحار الذي خصص له بهذه المدينة العريقة، مبرزا الهوية المتعددة للمملكة بتعدد روافدها (العربية، الأمازيغية، واليهودية، والأندلسية..)، التي ارتوت جذورها من جداول التعددية الثقافية؛ وسلط الضوء، في هذا السياق، على تفرد النموذج المغربي للتعايش بين الديانات، موضحا أنه “يجسد الحكمة والرؤية المتبصرة والنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وأشار الوزير ذاته إلى أن جميع الديانات السماوية هي في خدمة الإنسانية، معربا، في ختام كلمته، عن سعادته الكبيرة بهذه الدعوة التي مكنته من اكتشاف هذه المدينة، التي تجاوز صيتها الحدود الوطنية.

ومن جهته قال طارق العثماني، إن “المباحثات واللقاءات المتعددة والمثمرة التي أجراها فريج مع كبار المسؤولين المغاربة ستسمح بتعميق وتقوية الروابط بين البلدين، من خلال مشاريع مشتركة في مختلف ميادين التنمية”، معربا عن “الاستعداد التام للمجلس الجماعي لمدينة الصويرة لإقامة شراكات، وتوقيع اتفاقيات توأمة، وإرساء مشاريع مشتركة قصد المساهمة في تعزيز هذا التعاون بين البلدين”.

واستقبل عيساوي فريج، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب، والوفد المرافق له، في أجواء ودية وأخوية، بالفضاء الرمزي لدار الصويري، من قبل رئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، بحضور مستشار الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة -موكادور، أندري أزولاي، وفاعلين محليين آخرين. 

وتعيش بالمغرب أكبر طائفة يهودية في شمال إفريقيا على الرّغم من الهجرة الكبيرة لليهود المغاربة إلى إسرائيل عقب 1948.

ويبلغ عدد أبناء الطائفة اليهودية المغربية المقيمين حاليا في المملكة بحوالي 3 آلاف شخص، تعود أصولهم نسبة منهم إلى القرن الـ15 عندما طُردوا من إسبانيا.

وفي نهاية أربعينيات القرن الماضي ناهز عددهم الـ300 ألف يهودي مغربي.

وتم خلال مجلس وزاري أشرف عليه العاهل المغربي الملك محمد السادس إقرار تشكيل ثلاث هيئات تنظيمية للطائفة اليهودية تهدف إلى “تدبير شؤون الطائفة” و”الاعتناء بتراثها اللامادي” بصفته “مكوّناً” لثقافة المملكة وتعزيز “ارتباط اليهود المغاربة المقيمين في الخارج ببلدهم الأصلي”، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب.

وبعد التشاور والتنسيق مع ممثلي الطائفة اليهودية تم الاتفاق على إحداث مجلس وطني للطائفة اليهودية المغربية يسهر على “تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة”.

وستنبثق عن هذا المجلس “لجان جهوية تقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة”.

كما سيتم تشكيل لجنة اليهود المغاربة بالخارج ومهمتها “العمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة”.

وتسهر مؤسسة الديانة اليهودية المغربية، وهي الهيئة الثالثة التي تقرر استحداثها بموجب التنظيم الجديد، على “النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته”.

وتعد إسرائيل حاليا حوالي 700 ألف يهودي من أصول مغربية، يتمسك أغلبهم بالعادات والتقاليد المغربية ويحافظون على علاقات قوية مع بلدهم الأمّ.

وإثر ترميم المقبرة اليهودية التاريخية في مدينة مكناس شارك عشرات من اليهود في أيار/ مايو الماضي للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي، في مراسم زيارة “الهيلولة” التقليدية في المدينة.

وهي المرة الأولى التي يعود فيها الزوار اليهود إلى هذه المدينة التي سكنوها منذ قرون.

وتأتي الزيارة بعد إعادة العلاقات مع إسرائيل في كانون الأول/ ديسمبر 2020.