مسيرة احتجاجية عارمة بالرباط تنديداً بالتضييق على الحريات و الاعتقالات السياسية ومطالبات بإطلاق سراح معتقلي الرأي

0
426

خرج مئات الأشخاص الأحد في مظاهرة احتجاجية بالعاصمة المغربية الرباط  تنديدا بتفاقم غلاء أسعار المحروقات والمواد الأساسية إلى درجة جعلت ثلثي الشعب المغربي ينزلق في متاهة الفقر، حيث تعالي الأصوات المطالبة بوقف التضييق على الحقوق والحريات،و الفساد و تنديدا بالاعتقالات السياسية، والمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي والسياسة. 

المسيرة الاحتجاجية التي دعت لها الجبهة الاجتماعية المغربية تحت شعار “جميعا ضد الغلاء والقمع والقهر”،انطلقت من ساحة باب الأحد بالرباط، طالبت بالتوقف عن تكميم الأفواه واستهداف الحريات النقابية والسياسية، ووقف الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات والمواد الأساسية.

وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية عدد من الحقوقيين و الصحفيين مثل المنجب معطي، ووالد الصحفي عمر الراضي، والصحفية خلود مختاري –زوجة الصحفي المسجون سليمان الريسوني–، الى جانب عدد من القياديين في جماعة العدل والاحسان.

إلى جانب ذلك، ندد المشاركون في المظاهرة التي شارك فيها نشطاء من مدن مختلفة، “بكل أشكال التضييق على حرية التعبير”.

وإلى جانب التنديد بالغلاء الذي قهر المغاربة، في ظل الصمت الحكومي، عرفت المسيرة الاحتجاجية في العاصمة الرباط رفع شعارات مطالبة بالحرية الفورية للمعتقلين السياسيين والصحافيين والنشطاء معتقلي الرأي، وحمل المحتجون صورا لمعتقلي حراك الريف وعلى رأسهم ناصر الزفزافي إضافة إلى صور الصحافيين والنشطاء توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسعيدة العلمي ونور الدين العواج وغيرهم.

وندد المتظاهرون بتزايد الاعتقال السياسي في المغرب وملء السجون بالنشطاء بسبب تعبيرهم عن آراءهم، وطالبوا بوقف سياسة تكميم الأفواه ومحاكمة النشطاء والصحافيين، كما استنكروا التضييق على الحريات النقابية واعتقال النشطاء  وقمع الاحتجاجات الاجتماعية لمختلف الفئات وبكل المناطق المغربية.

هذا الوضع المتردي للحقوق والحريات بالمغرب، ندد به يونس فراشين منسق الجبهة الاجتماعية المغربية، الذي توقف في كلمة له على كون مجموعة من المدونين والمناضلين والصحافيين في السجون بسبب التعبير عن آرائهم، وهو الوضع الذي لا يمكن القبول به.

ويعيش الشارع المغربي هذه الايام غليانا غير مسبوق، بسبب استمرار موجة الغلاء الفاحش وتصعيد حكومة رجل الأعمال لممارساتها القمعية ضد المعارضين لسياساتها العوجاء والمناضلين الناقمين على تدهور الظروف المعيشية، وسط دعوات لمزيد من الاحتجاجات قادم الايام بعد غلق الحكومة باب الحوار و تجاهل الظروف المزرية التي يعيشها المواطن.

كما عرفت المسيرة الاحتجاجية رفع لافتات وشعارات مطالبة بالإنصاف والعدالة للشاب ياسين الشبلي الذي توفي في مخفر للشرطة والذي تتهم عائلته أفراد الأمن بقاله تحت التعذيب وترفض النتائج التي كشف عنها الوكيل العام للملك بمراكش. 

وقفات احتجاجية في المغرب ضد الغلاء و الفساد وتزايد القمع والقهر واتساع رقعة الفقر والبطالة

من جهة أخرى، تتواصل احتجاجات و اضرابات مهنيي العديد من القطاعات الحيوية في المغرب بسبب تجاهل ورفض حكومة رجل الأعمال عزيز أخنوش الاستجابة لمطالبها المشروعة، حيث توقفت سفن الصيد بعدد من موانئ المملكة عن العمل، تنديدا بغلاء أسعار المحروقات التي أثقلت كاهل المهنيين وضاعفت تكاليف الإبحار.

ويطالب مهنيو القطاع، الحكومة ببلورة حلول تخفف من معاناتهم جراء غلاء المحروقات و استنزافها لحوالي 80 في المائة من المصاريف المهنية.

كما يتجه الاساتذة في المغرب لتصعيد احتجاجاتهم بعد تجاهل حكومة الملياردير أخنوش لمطالبهم، حيث أعلنت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي عن تنظيم وقفة احتجاجية وطنية يوم 8 ديسمبر المقبل أمام مقر الوزارة بالرباط، وذلك في سياق برنامج نضالها  التصعيدي المتعدد، رافضة التوقيع على اتفاقية “مجهولة الهوية والمحتوى، محاورها المسربة تنذر بكارثة حقيقية تهدد المهنة وتشكل خطرا على مستقبل ومصالح الأساتذة الباحثين”.

وقالت النقابة إن هذا الاحتجاج يأتي أمام غياب جدية وزير التعليم العالي وعدم التزامه بمخرجات اجتماع 7 أكتوبر الماضي وإغلاقه باب الحوار وتبنيه مقاربة يغيب فيها الوضوح والإشراك.