في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل الوجه الحضري لأكادير، أثار مشروع تصميم التهيئة لأكادير الجنوب، الذي يقوده رئيس المجلس الجماعي للمدينة عزيز أخنوش، موجة من الانتقادات وصلت إلى 556 تعرضًا رسميًا و180 مراسلة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائية، بل تعكس أزمة ثقة بين الساكنة والمؤسسات المسؤولة عن التخطيط العمراني.
فما هي أسباب هذا السخط الجماعي؟ وهل يعكس المشروع فعلاً احتياجات السكان أم أنه يكرر أخطاء التخطيط المركزي البيروقراطي؟
لماذا أثار المشروع هذا الجدل؟ يرى بعض الفاعلين أن المشروع لم يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الأحياء القديمة مثل أغروض وبنسركاو، حيث شكَّلت التعرضات الخاصة بها حوالي 400 من أصل 556 تعرضًا.
كما أشار المستشار الجماعي محمد باكيري (من حزب العدالة والتنمية) إلى أن 400 تعرض من أصل 556 تخص أحياء قديمة مثل أغروض، بنسركاو، الديور الصفرين، ودوار أمزيل. هذه المناطق، التي تعاني من بنية تحتية متدهورة وخدمات غير كافية، تبدو وكأنها “مهمشة” في التصميم الجديد.
السؤال المطروح: هل راعى المشروع الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأحياء؟ أم أن التهيئة تكرس التهميش القائم؟
كشف باكيري أن 41% من الاعتراضات تخص “إحداثيات خاطئة أو غير متوفرة”، بينما 228 تعرضًا لم تُدرج فيها مواقع العقارات المعنية.
هذا الخلل يُظهر إما قصورًا تقنيًا في إعداد الملفات، أو ضعفًا في التواصل مع السكان. فكيف يُتوقع قبول مشروع تخطيطي يعاني من مثل هذه الثغرات؟
مواطن القلق والانتقادات:
-
غياب الشفافية في إدماج الملاحظات: رغم إشعار الجماعة بفتح البحث العلني بين 4 فبراير و5 مارس 2025، فإن العديد من الملاحظات لم يتم التعامل معها بشكل واضح.
-
توزيع غير متوازن للمساحات: تشير الإحصائيات إلى أن 24% من المشروع مخصصة للمساحات الخضراء، و16% للطرقات، و5% فقط للمرافق العامة، مما يثير تساؤلات حول الأولويات التنموية للمدينة.
-
تأخر في معالجة طلبات الساكنة: أشار باكيري إلى أن اللجنة المحلية الخاصة بإعادة الهيكلة، التي يُفترض أن تدرس طلبات الساكنة، لم تُفعَّل منذ 2015، مما زاد من تعقيد الوضع.
-
مصداقية التصميم وإحداثيات العقارات: 41% من التعرضات شملت إحداثيات خاطئة أو غير متوفرة، مما يُشير إلى خلل محتمل في التخطيط الأولي للمشروع.
أسئلة تستحق التوضيح:
-
كيف ستتعامل الجماعة مع العدد الكبير من التعرضات، وهل سيتم تعديل التصميم بناءً على ملاحظات الساكنة؟
-
هل تعكس نسب توزيع الأراضي داخل التصميم رؤية متوازنة لتنمية المدينة، أم أن هناك حاجة لإعادة النظر فيها؟
-
ما مدى قدرة المجلس الجماعي الحالي على تجاوز هذه الأزمة في ظل التحديات التي تواجه التخطيط الحضري؟