مشروع بـ20 مليار سنتيم: كيف سيؤثر تشييد مواقف السيارات على الحياة اليومية لسكان الرباط؟

0
216

في ظل أزمة مواقف السيارات التي تعاني منها العاصمة الرباط، يبرز مشروع جديد لشركة “الرباط للتهيئة” لتشييد موقف سيارات تحت أرضي بالقرب من قصر العدالة بحي الرياض، كجزء من جهود السلطات المحلية لتيسير التنقل في المدينة استعداداً لاحتضان كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا للأمم. هذا المشروع الضخم، الذي سيغطي مساحة 13 ألف متر مربع، يتطلب استثماراً مالياً كبيراً يصل إلى حوالي 199.7 مليون درهم، ما يعادل 20 مليار سنتيم، ويتوقع أن تستغرق أشغاله 6 أشهر.

الضرورات والتحديات: هل تشييد مواقف السيارات هو الحل الأمثل؟

تعكس هذه الخطوة من قبل السلطات المحلية اعترافاً ضمنياً بالأزمة المتفاقمة لمواقف السيارات في العاصمة. وتُظهر الدراسات المنجزة حاجة ماسة إلى إنشاء مواقف سيارات في 9 مواقع مختلفة في الرباط، بدءًا من حي أكدال إلى حي حسان الإداري. وتشمل هذه المواقع:

  • ساحة أبو بكر الصديق بجوار مسجد بدر في حي أكدال: مساحة مخصصة تبلغ 8,000 متر مربع.

  • شارع 16 نوفمبر في حي أكدال: بمساحة تقدر بـ 3,950 متر مربع.

  • ساحة البريد في شارع محمد الخامس: بمساحة تبلغ 3,029 متر مربع.

  • ساحة جون روس في حي حسان الإداري: بمساحة تصل إلى 7,200 متر مربع.

  • المكتبة الوطنية: بمساحة تقدر بـ 6,190 متر مربع.

هل يمكن لهذه الحلول أن تلبي احتياجات الرباط المستقبلية؟

رغم أهمية هذه المبادرات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تكفي هذه المشاريع لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السيارات وتحقيق انسيابية الحركة المطلوبة في مدينة الأنوار؟ الرباط، التي تعرف توسعاً عمرانياً ونمواً سكانياً سريعاً، تتجه نحو استضافة أحداث رياضية عالمية، مما سيزيد من الضغط على بنيتها التحتية، خصوصاً في مجالات التنقل وركن السيارات.

مقارنة دولية: كيف تواجه المدن الكبرى هذه التحديات؟

لمواجهة مثل هذه التحديات، تلجأ العديد من المدن الكبرى في العالم إلى حلول مبتكرة تجمع بين إنشاء مواقف سيارات حديثة وتطوير وسائل النقل العمومي، وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية وتوفير مساحات مشاة أكبر. فهل يمكن أن تكون الرباط قادرة على تحقيق التوازن بين توسيع البنية التحتية لمواقف السيارات وتعزيز النقل المستدام؟

الاستثمارات والتوقعات: هل ستعود هذه المشاريع بالنفع المطلوب؟

بالإضافة إلى ذلك، يجب التساؤل عن مدى جدوى هذه الاستثمارات الكبيرة، وكيف ستؤثر على ميزانية المدينة والمواطنين. هل سيؤدي هذا المشروع إلى تحسين جودة الحياة في الرباط، أم أن الحلول الأخرى مثل تحسين وسائل النقل العام كانت ستكون أكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية والبيئية؟

خاتمة: بين الطموح والواقع

في ظل هذه المعطيات، يبقى المشروع خطوة إيجابية نحو معالجة مشكلة مواقف السيارات في الرباط، ولكنه يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية تحقيق التنمية الحضرية المستدامة في مدينة تسعى لأن تكون في طليعة المدن الأفريقية والعالمية. فهل ستنجح الرباط في تحقيق هذا الطموح؟ أم أن التحديات ستكون أكبر من الحلول المطروحة؟