مصادر من الجامعة العربية تصريح الرئيس الجزائري حول الصحراء محاولة يائسة لنشر الفتنة والتفرقة بين الأشقاء العرب

0
500

أثارت تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مجدداَ جدلا في أروقة جامعة الدول العربية بتصريحه الأخير حول ما أسماه “مغربية موريتانيا”، زاعما عدم وجود أي قرار بشأن مغربية الصحراء، رغم أن الجامعة أكدت دعمها الثابت لوحدة المغرب الترابية، فيما يبدو أن تبون يسعى إلى إثارة الفتنة، مدفوعا برغبته في إدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وتأتي هذه التصريحات خلال لقاء أجراه تبون قبل يومين عبر قناة جزائرية رسمية حيث تحامل مجدداً قائلا:  إن “قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار ولو تم استعمال منطق العقل بدل منطق القوة لتم إيجاد الحل”، مضيفا “لا يوجد قرار للجامعة العربية حول سيادة المغرب على الصحراء”.

وتابع أن “القرار القديم لجامعة الدول العربية بشأن الاعتراف بسيادة المغرب في موريتانيا لا يعتبر ملزما بسبب عدم حصول الجزائر على استقلالها آنذاك”.

واستنكرت مصادر من الجامعة العربية تصريحات تبون، معتبرة أنها محاولة يائسة لنشر الفتنة والتفرقة بين الأشقاء العرب.

وحافظت جامعة الدول العربية على موقفها بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ولطالما أكدت دعمها لوحدة المغرب الترابية والمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.

وتكرس جميع قرارات مجلس الأمن المعتمدة منذ سنة 2007 أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس جدي وذي مصداقية وسبيل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبالعودة إلى التاريخ يتبين أن الجامعة العربية اعتبرت قضية الصحراء المغربية مطلبا عربيا لإنهاء الاستعمار الإسباني، بينما تدرس منذ السبعينيات النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي، في وقت تؤيد فيه العديد من الدول العربية المقترح الذي تطرحه الرباط كحل وحيد لتسوية الأزمة من خلال حكم ذاتي تحت سيادتها.

ونقل موقع ”الصحيفة” عن مكتب حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربي قوله إنه “لا يوجد أي قرار مطروح في جدول أعمال الجامعة العربية حول موضوع الصحراء المغربية”.

ويرجع تاريخ الاعتراف  بسيادة المغرب على موريتانيا إلى انعقاد مجلس الجامعة العربية في مدينة شتورة بلبنان عام 1960، فيما أكدت مصادر أن هذا الموقف “كان في سياق تاريخي معيّن وظروف معروفة”، موضحة أنه “حينما اتفقت المغرب وموريتانيا على اجراءات محددة لتقسيم الصحراء بينهما تمخضت عنها اتفاقية مدريد الثلاثية، ولجأت نواكشوط الجامعة عام 1973 كنتيجة لذلك”.

وتعمل الجزائر منذ عقود على عرقلة الحل حول الصحراء المغربية وتقوم بدعم جبهة ”بوليساريو” الانفصالية لتعطيل التوصل إلى اتفاق، فيما نجحت المملكة بفضل دبلوماسيتها الفاعلة في التصدي لكافة المزاعم الجزائرية وكسبت اعتراف العديد من الدول بمغربية الصحراء.

وتزايد خلال الفترة الأخيرة الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي وتعددت الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، إذ تجاوز عدد القنصليات العامة بمدينتي العيون والداخلة 30 قنصلية.