لقي ثلاثة اطفال هم أبناء مهاجرة نيجيرية حتفهم في المغرب في حريق أدى إلى اختناقهم وتفحم جثثهم في مأوى موقت في غوروغو بشمال غرب البلاد، حسبما أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الثلاثاء.
كشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر تنظيم حقوقي غير حكومي في المغرب)، أنّ مدينة الناظور استفاقت، صبيحة أول من أمس الإثنين، على فاجعة أخرى في صفوف المهاجرين جنوب الصحراء، بعد أن توفي ثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن 7 سنوات احتراقاً داخل المأوى البلاستيكي الذي يعيشون داخله رفقة أمهم التي نقلت في حالة صعبة إلى المستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاجات اللازمة.
وقال محمد أمين أبيدار رئيس الفرع المحلي للجمعية إن “الأم أشعلت نارا داخل المأوى لتدفئة صغارها”، موضحا أن الأطفال “لقوا حتفهم صباح الاثنين اختناقا ثم احتراقا بالنيران التي اندلعت في خيمتهم المؤقتة”.
ونقلت الأم “في حالة حرجة” إلى مستشفى في الناظور البلدة الحدودية المجاورة لمدينة مليلية التي تحتلها أسبانيا شمال المغرب .
وتعذر الحصول على مزيد من التفاصيل من السلطات.
وأصبحت سلسلة جبال غوروغو على مر السنين ملجأ للعديد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين يسعون لعبور سياج ثلاثي يبلغ طوله حوالى 12 كلم للوصول إلى مليلية.
ودان أبيدار مصرع الأطفال الثلاثة معتبرا أنها “مأساة مروعة”. وقال إن “المهاجرين في هذه المنطقة يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر وغير إنسانية”.
من جهة أخرى، أوضح الناشط الحقوقي أنّ المغرب يرفض منذ 2006 إحداث مراكز لإيواء المهاجرين غير النظاميين وقد عرضت عليهم تمويلات في هذا الصدد، على اعتبار أنّ هذه المراكز يمكن أن تشكل مأوى مؤقتاً للمهاجرين الذين يفكر جلّهم في الانتقال إلى أوروبا.
والجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي أكبر منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب.
ويختبئ أغلب المهاجرين الراغبين في العبور إلى مدينة مليلية المحتلة، في غابة غوروغو في انتظار أول فرصة لاقتحام سياج ثلاثي يبلغ طوله حوالي 12 كيلومتراً.
وفي غابة غوروغو أعلى الجبل المسمى بالاسم ذاته قرب مدينة الناظور على حدود المغرب الشمالية، يعيش الأفارقة في قسمة حسب الأغلبية العددية والجنسية؛ فهناك معسكر الكاميرونيين ومعسكر الماليين، ومعسكر النيجيريين، ومعسكرات أخرى لكن تعيش كلها ظروفا مزرية دون توفر الشروط الصحية.
الكثيرون من المهاجرين عبروا إلى مليلية أكثر من مرة، لكن الشرطة الإسبانية أعادتهم إلى المغرب فورا، ورجعوا إلى أعلى جبل غوروغو مصرين على تحقيق حلمهم الذي يبدأ بالعبور إلى مليلية، ومن ثم إلى باقي أوروبا.
وكانت السلطات المغربية قد أقدمت، في فبراير/شباط 2015 على تفكيك مخيمات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين بغابة غوروغو، والتي كانت محطة لتجميع الراغبين منهم في دخول مدينة مليلية بطرق غير قانونية.
وعلى الرغم من الإجراءات الهائلة التي يتخذها المغرب وأوروبا في سبيل منع المهاجرين من التدفق إلى أروربا وإدماج الذين وصلوا منهم، إلا أن الخبراء يؤكدون أن المشكلة الرئيسية موجودة في الدول الأفريقية حيث يجب حل الصراعات والحروب والمجاعة والمرض وتوفير فرص العمل.
كما أدت الحملات الأمنية في عام 2018 إلى اعتقال حوالي 9100 مهاجر وترحيل نحو 3000 آخرين إلى مدن وسط وجنوب المملكة، من بينهم 700 تم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وحدوث خمس وفيات داخل المخيمات بسبب الظروف المعيشية الصعبة، بحسب تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات صادر في 15 سبتمبر/أيلول 2020.
إجهاض مخطط إرهابي بعد تفكيك خلية “موالية لداعش” بمنطقة الرحامنة