مطالب بإقالة «فيصل العريشي» مدير التلفزيون المغربي بسبب “فتح الاندلس” ورداءة البرامج.. نقاد يصفونه بـ«التخرميز» و«تزوير وكذب وافتراء على التاريخ »

0
488

المسلسل التاريخي أحدث ضجة كبيرة في أوساط المشاهدين المغاربة، وجدلاً واسعاً حول ما اعتبروه طمساً للهوية الأمازيغية المغربية لطارق بن زياد. جدلاً ليس بالجديد حول ذات المسلسل، فحتى قبل عرضه كان موضوع عاصفة مزايدات تاريخية بين رواد وسائل التواصل المغاربة والجزائريين.

مطالب نشطاء مغاربة، بإقالة المدير العام للشركة الوطمية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، احتجاجا على بث قناة الأولى لمسلسل “فتح الأندلس”،تتصدر التريند بالمغرب  من خلال وسم “العرايشي ارحل”، واستنكرت التغريدات تستنكر ما اعتبرته تحريفا للتاريخ، وإساءة للمغرب وفي مضمون المسلسل الذي يعرض خلال رمضان القناة  الوطنية الاولى المغربية.

وطالب النشطاء المغاربة بالوقف الفوري لبث  حلقات المسلسل على التلفزيون المغربي

واعتبر احد المغردين ،أن العريشي هو :” الرجل الذي بكل وقاحة منح أموال دافعي الضرائب لشخص يزور تاريخ المغاربة ويهينهم على شاشتهم العتيقة.. تعبنا من الرداءة.. تعبنا من السمسرة”.

بينما يرى بعض المغردين أن بث  مسلسل فتح الاندلس على قناة مغربي :” مساهمة في تحريف تاريخ المغرب، و تمريغ لأعراض المغاربة في الوحل”

عبد الوهاب رفيقي، الذي نشر على صفحته بفيسبوك واصفاً المسلسل بـ”السيئ الذي يحمل مغالطات تاريخية كبيرة”.

ومن جهته كتب الناشط التربوي عبد الوهاب السحيمي: “لم أفهم أبداً أن يتم السماح لمسلسل يحمل اسم “فتح الاندلس” بأن يمر على قناة رسمية مغربية. مسلسل كله تزوير وكذب وافتراء على التاريخ. متى كانت طنجة والمغرب مجرد ولاية تابعة لحكام الشرق؟ هذا العمل البئيس احتقار للمغرب ولتاريخ المغرب ولكل ما قام به رجالات هذا البلد. يجب وقف هذه المهزلة وهذه الجريمة التي ترتكب في هذا المسلسل في حق تاريخ المغرب والمغاربة”.

وعلَّق المخرج والناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجواهري عبر صفحته بفيسبوك قائلاً: “مسلسل مهلهل، دون هوية فنية أو تاريخية. بشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع، ممثلون تائهون بسبب إدارة مخرج مبتدئ (…) الجمهور المغربي ليس بحاجة لمن يقدم له تاريخه، لأنه يعرف تاريخ بلاده جيداً، ويعرف كيف فتحت الأندلس ومن فتحها”.

وفي ما يخص سيناريو “فتح الأندلس” قال مخرجه محمد العنزي إن تلك العملية تجاوزت سبعة أشهر، خلال ورشة عمل مكونة من 11 شخصاً، منهم الكويتي مدين الرشيدي، والسوريون صالح السلتي وإبراهيم كوكي ومحمد اليساري، والمصريان أبو المكارم محمد وصابر محمد، الذين ألفوا العمل ووضعوا هيكليته، وبعدها عرض النص على الأزهر الشريف وجرى منحه الموافقة الشرعية قبل بدء التصوير.

وفي حديثه لموقع القناة الرسمية المغربية، أردف المخرج بأن هذا المسلسل اختار تسليط الضوء على طارق بن زياد، هذا القائد العظيم الذي قاد الجيش، وتحرك بعدد بسيط وبإمكانيات أبسط بكثير من الطرف الآخر، واستطاع أن يهزم أحد أعظم جيوش المنطقة في ذلك الوقت، وهو الجيش الإسباني.

ويحتوي هذا العمل، حسب العنزي، على العديد من الرسائل، التي تعكس على واقعنا اليوم، منها رسائل التعايش مع الديانات الأخرى بين المسلمين والمسيحيين، خصوصاً عندما كانت سبتة تعتنق الديانة المسيحية، وكيف أصبح تعاون وشراكة بين المسلمين وأمير سبتة جوليان وأمير طنجة طارق بن زياد. 

نهاية القول إن المسلسل الذي قالت عنه القناة الأولى المغربية، إن أحداثه «التي تمتد على 33 حلقة ستقدم للمشاهد دروسا في الشجاعة والتضحية والإخلاص، وقيم التسامح والتعايش التي كانت ضمن أولويات الفتوحات الإسلامية» لم يستطع إصابة مشاهديه بعدوى التسامح مع اخطائه التقنية والتاريخية.

ومن خيبات القناة الأولى انها راهنت على هذا المسلسل، حين اكدت أن «برمجة مسلسل (فتح الأندلس) خلال شهر رمضان المبارك تعكس انفتاح الأولى على الإنتاجات العالمية، والتزامها بإثراء شبكتها ببرامج ضخمة ذات قيمة إنتاجية عالية، خصصت لها ميزانية كبيرة واستغرقت أشهرا طويلة من التحضير والتصوير» .

الجدير بالذكر، أن مسلسل «فتح الأندلس» كتبه ستة كتاب هم مدين الرشيدي من الكويت وصالح السلتي وإبراهيم كوكي ومحمد اليساري من سوريا، والمصريان أبوالمكارم محمد وصابر محمد. واخرجه محمد العنزي، فيما يجسد البطولة فيه الممثل السوري سهيل جباعي، الذي يجسد شخصية القائد طارق بن زياد، واللبناني رفيق علي أحمد، الذي يجسد شخصية موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم، في شخصية أبو بصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني محمود خليلي، في شخصية جوليان حاكم سبتة، والفلسطيني السوري تيسير إدريس الذي يجسد شخصية لوذريق حاكم طليطلة، والكويتي محمد العجيمي الذي يجسد شخصية أحد قادة الغوط المنافقين، إلى جانب الممثل المغربي هشام بهلول.

 

 

 

 

اليونسكو: التلاميذ المغاربة في العاشرة يعانون فقر التعليم..هل فشل برنامج التعليم في المغرب؟