بينما كان مجلس الحكومة يصادق، في أجواء رسمية وبتفاؤل كبير، على مشروع قانون إحداث “مؤسسة المغرب 2030”، استعدادًا لاحتضان كأس العالم، كانت ساكنة آيت بوكماز تسير على الأقدام نحو المركز، حاملة مطالب إنسانية أساسية: طبيب، طريق، تغطية هاتفية، ومدرسة.
آيت بوكماز: مسيرة الأقدام التي عرّت هشاشة الدولة في الجبل
مشهدان متوازيان لا يلتقيان:
-
من جهة، نخبة سياسية تتحدث عن “رؤية ملكية تجعل من الرياضة محركًا للتنمية المستدامة”، وعن “فرصة لتسريع الأوراش الكبرى”،
-
ومن جهة أخرى، مغاربة يمشون عشرات الكيلومترات لأن التنمية لم تصل بعد إلى دواويرهم.
هل “مؤسسة المغرب 2030” ستنظر خلف الملاعب إلى المداشر الجبلية؟
هل مشاريع البنيات التحتية المرتبطة بكأس العالم ستعبر حقًا نحو العالم المنسي، حيث المدرسة حلم، والطبيب أسطورة، والطريق معركة وجود؟
إنّ المفارقة صارخة:
نصادق على مؤسسة بمقاربة تشاركية “مع الكفاءات الإفريقية ومغاربة العالم”، ونُغلق في الآن ذاته أذاننا عن نداءات مغاربة الجبل، الذين يصرخون بصمت حضاري في مسيرة لم تطلب أكثر من الكرامة.
هذه اللحظة ليست فقط محطة تفكير في الأولويات، بل اختبار حقيقي لمعنى “العدالة المجالية” التي طالما تغنّى بها الخطاب الرسمي.
فإن كنا نطمح إلى مغرب 2030، فلنبدأ أولًا بإنصاف مغرب 2025 الذي ما زال يسير على الأقدام ليصل إلى قلب الدولة.