قال رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف،نور الدين مفتاح،خلال لقاء حول علاقة الإعلام بالبناء الديمقراطي،أن القطاع الإعلامي بالمغرب يعيش “أسوأ فتراته في تاريخ المغرب، بسبب الهشاشة والفوضى العارمة في السنوات الأخيرة”.
وانتقد رئيس الفيدرالية، اعتماد الحكومة المغربية ومؤسسات عمومية،وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثرين ناشطين على هذه المنصات، للترويج لإعلاناتها وبرامجها،كاشفا أن الإعلام العمومي يسيطر على سوق الإشهار بالمغرب مقارنة بالمقاولات الصحافية الخاصة، حيثيسيطر على نحو 40 في المئة منقيمة معاملات الإشهار والتي تبلغ سنوياً 3 مليارات درهم ” 30 مليون دولار”.
وتراجعت حصة الصحف الورقية من الإشهار من 25 بالمئة إلى 7 بالمئة فقط، فيما لا يستفيد الإعلام الإلكتروني إلا من نسبة أقل من 4 بالمئة، بحسبرئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف.
يذكر أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، تنظيم ذاتي منتخب من قبل ناشري الصحف والمواقع الإخبارية المغربية الخاصة، ويعتبر الناطق الرسمي والمحاور الرئيسي في كل ما يتعلق بالقطاع.
وفي 15 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الحكومة المغربية، إطلاق برنامج “فرصة” الذي يستهدف جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما من حاملي الأفكار والمشاريع.
وآنذاك قالت الحكومة في بيان إنه “سيتم تخصيص ميزانية إجمالية لبرنامج فرصة تصل إلى 1.25 مليار درهم (125 مليون دولار) لعام 2022”.
ويهدف البرنامج، بحسب البيان، إلى “تخصيص قرض شرف (دون فائدة) بحد أقصى يبلغ قدره 100 ألف درهم (10 آلاف دولار)، بما في ذلك منحة تصل إلى 10 آلاف درهم (1000 دولار) لكل مستفيد”.
قرار الاستعانة بـ”مؤثري الويب” جاء من قبل وزارة السياحة التي أوكل إليها تنزيل برنامج “فرصة”.
على إثر ذلك، عج موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في المغرب، بحالة من الجدل عقب إطلاق المنصة الرقمية في ظل الحضور اللافت لـ”مؤثري الويب”.
وفي هذا الصدد نشر الصحفي محمد كريم بوخصاص، على صفحته بـ”فيسبوك” منشورًا قال فيه “كنت من زمرة الصحفيين الذين قدر الله لهم أن يتعذبوا اليوم وهم يحضرون ندوة لوزارة السياحة بالاستعانة بجيش من المؤثرين‘ والمؤثرات”.
وأضاف: “حكومة أخنوش لا تريد الصحافة، عظم الله أجركم”.
بدوره قال الإعلامي المغربي يونس دافقير: “التوجه نحو خلق منافسة بين الصحفيين و المؤثرين ليس صحيحا، ويسيء للصحافة وليس للمؤثرين”.
وأوضح دافقير في منشور على “فيسبوك”، أن “السياسي أو المسؤول يتعامل مع المؤثرين من باب أنهم آلية تسويق و تواصل وليس من باب أنهم صحافة”.
واعتبر أن “السياسي أو المسؤول براغماتي بطبيعته، يبحث عن أكبر عدد من الجمهور لتبليغ رسالته أو مشروعه، والحقيقة المرة اليوم أن الجمهور الكبير يوجد عند المؤثرين وليس الصحفيين”.
وأضاف دافقير أن “الصحفيين لديهم نصيب من المسؤولية في هذه التحولات التواصلية، لعدة أسباب من بينها أنهم تركوا مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم المحاولات لم يتمكنوا من جلب متابعين إلا في حالات نادرة جدا”.
وتابع “نحن الصحفيون نحتضر، ولا نريد أن نؤمن بذلك..”.
أما الإعلامية المغربية حنان بكور فقالت على “فيسبوك” إن “المؤثرين نعمة نزلت من سماء الفراغ بردا وسلاما على وزراء حكومة الشركات الذين لا حاجة لهم في الانتقادات الكثيرة، ولا نفَس لهم للرد على أسئلة ولا تعليقات ولا نقاش”.
وبحسب تقرير لوزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية، صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فإن 58% من الصحف الورقية بالمغرب توقفت، بسبب تراجع حجم المبيعات وانهيار عائدات الإعلانات .كما بيّن التقرير أن عدد الصحف الورقية تراجع من 252 صحيفة في عام 2018، إلى 105 صحف في 2020.
وفي تقرير صدر عن معهد “رويترز” عام 2020، فإن أزمة كورونا “سرّعت بشكل شبه أكيد الانتقال إلى مستقبل رقمي بالكامل”، في قطاع يعاني بالأساس من تراجع المبيعات وعائدات الإعلانات، وهما مصدرا الدخل الرئيسيان له.