مقدمة برنامج على “القناة السادسة للقرآن ” غير محجبة تثير جدلا كبيراً على “فيسبوك”

0
338

اثار ظهور مقدمة برنامج غير محجبة على القناة السادسة للقرآن في المغرب، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انقسام كبير بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة في المملكة.

وتناقلت وسائل إعلام محلية، ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، صورة لمذيعة غير محجبة تقدم درس في برنامج “أقرأ وأتعلم” ضمن المشروع الوطني لمحاربة الأمية، وهو ما أثار موجة استنكار.

وأطلق مدونون على موقع “فيسبوك” واسع الانتشار في المغرب، هاشتاقاً بعنوان “القناة السادسة للقرآن الكريم تنزع الحجاب وتواكب التطور،والقادم أدهى وأمر” ليلقى تفاعلاً كبيراً بين المغردين.

بدوره تساءل الدكتور يوسف فاوزي “ماذا لو أن خطيب جمعة صعد المنبر مرتديا لباس النوم أو لباس الرياضة؟؟”، ثم أجاب “لا شك أن فعله هذا سيعتبر خرما لمروءة الخطيب، ولتوصل بالتوقيف قبل نزوله من المنبر”.

وأضاف الأستاذ الجامعي في تدوينة له تعليقا على ظهور سيدة غير محجبة على القناة الدينية قناة السادسة “فكذلك دروس العلم في قناة قرآنية، لا يليق بمقدمة البرنامج الظهور سافرة الشعر!!”، مردفا تساؤله “أم أنه الإسلام الجديد؟؟!”.

سمية المغراوي هي اول مذيعة مغربية ترتدي الحجاب عام 1995، وكانت آنذاك تقدم برنامجا اجتماعيا على قناة «دوزيم» قبل ان تنضم الى قسم الاخبار لتتخصص في كتابة التقارير الاخبارية الى الآن، واختفى وجهها من على الشاشة منذ ذالك الوقت.

في سنة 2004 ،قالت المغراوي في تصريح : «في الفترة التي ارتديت فيها الحجاب، كان ما زال ينظر الى الامر على انه ظاهرة غريبة ارتبطت بنوع من التأويل الديني الثوري والسياسي، لكني مع ذلك قبلت التحدي مع نفسي اولا ثم مع الوسط المهني من جهة ثانية، بحيث شعرت بأن المسؤولين في الادارة بدأوا يتعاملون معي بنوع من الريبة والشك وانهم محرجون مني، فأزحت عنهم هذا الاحراج بأن تخليت عن الظهور على الشاشة حتى لا ادخل في مواجهة مع الادارة، وازيد مصاعب اخرى اضافية الى المصاعب التي كانت تواجهنا يوميا في مجال العمل آنذاك»، واضافت المغراوي انها ترفض فكرة ارتباط المذيعة المحجبة بالبرامج الدينية كما هو شائع، لأن المرأة الصحافية بامكانها ان تنجح في برامج دينية وسياسية واجتماعية ايضا، حسب تخصصها وكفاءتها المهنية.

وتساءلت المغراوي لماذا تمنع المحجبة من الظهور على الشاشة، هل هو نوع من العقاب؟ 

ومن بين المذيعات اللواتي تحجبن اخيرا، بعد شهر رمضان الماضي، مقدمة البرامج ونشرات الاخبار سابقا قمر ايت بنمالك التي التحقت للعمل بالقناة الاولى منذ 1987، وبدورها فضلت ان تنسحب بهدوء من دون اثارة اي ضجيج، ولم تعد تظهر على الشاشة، وقالت انها تقدمت بمشروع انجاز برنامج وثائقي لا يتطلب ظهورها، مؤكدة انها لم تتلق اي رد فعل واضح من الادارة، كما انها تفادت ان تدخل في مواجهة مع الاخرين، واكدت ان ظهورها على الشاشة لم يعد يعني لها اي شيء: «سواء ظهرت ام لم اظهر لا فرق عندي ولست حريصة على ذلك ولن يضيف ظهوري اي شيء» واشارت الى انها قضت ثلاث سنوات وهي في صراع مع النفس الى ان توصلت الى القرار الصحيح وهو ارتداء الحجاب بحيث «لم يعد يهمني بعد ذلك اي شيء حتى وان طردت من العمل» واضافت ان زميلة لها في قسم الاخبار هي حنان ارسلان مقدمة نشرات الاخبار سابقا ارتدت الحجاب قبل سنوات، وتنازلت بدورها عن الظهور.

مفارقات وجدالات وفتاوي مختلفة

تأتي كبرى المفارقات في هذا الشأن من السويد حيث كان التلفزيون السويدي الرسمي أصدر قرارا عام 2003 يسمح لمذيعة بأن تظهر بالحجاب، وعلل القرار ذلك بأن السويد دولة تحترم الثقافات والديانات وأن الحرية الدينية مكفولة للجميع في القانون السويدي. وقد ظهرت المذيعة نادية جبريل السويدية من أصول فلسطينية محجبة في تلفزيون بلادها تقدم عددا من البرامج ذات الجماهيرية الواسعة.

تبدو المفارقة في الفتاوى الدينية في تباين الآراء واتساع الهوة بينها وكون بعضها مفاجئا لجماهير عريضة، فالدكتور حسن الترابي لم يعارض فكرة الحجاب للمذيعة لكن فتواه تبيح للمذيعات العمل من دون حجاب، بل خفف التكليف بالنسبة للنساء المشهورات العاملات في التلفزيون وقال إنه يكفي أن “يكون اللباس محتشما، وأنها شخصية محترمة”.

في المقابل تصدر فتوى تنصح المرأة ألا تعمل مذيعة أصلا للدكتور خالد بن عبد الله القاسم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، متذرعا بأن هذا من أعمال الرجال التي تبتذل فيها المرأة وتخرج أشبه ما تكون بالسلعة، وبخوف الفتنة على الرجال و”الوقوع في النظر المحرم بإجماع العلماء”.

وعندما لجأت المذيعات المحجبات في مصر إلى مفتي الجمهورية في يوليو/ تموز 2004م، رد بفتوى رسمية بأنه يجوز شرعا عمل المرأة بالتلفزيون. أما عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف جمال قطب فقد أفتى بأنه “إذا كانت ظروفها الاقتصادية تستدعي استمرارها في العمل من دون حجاب فإن وزرها يكون على صاحب هذا القرار، سواء كان وزيرا أو صاحب عمل خاص”.

 

 

 

 

وزير الصحة آيت الطالب يغضب المغاربة بتصريحات “الأقلية غير الملقحة لن تفرض علينا رأيها” ؟!