في مؤتمر دولي حول حقوق الإنسان بجنيف، نفى ممثلو المنظمات غير الحكومية المغربية بشدة الاتهامات الموجهة إلى المملكة فيما يخص حقوق المهاجرين. ووجهوا أصابع الاتهام نحو الجزائر، مشيرين إلى استخدام الأخيرة لمعلومات مضللة وصور مفبركة لأغراض الدعاية، ودعوا الأمم المتحدة إلى التركيز على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف في ظروف غير إنسانية.
التضليل الإعلامي والدعوات المحرضة
اتهم المشاركون جهات جزائرية بإدارة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم أسماء وهمية لاستغلال المراهقين وتحريضهم على الهجرة غير الشرعية نحو مدينتي سبتة ومليلية. كما أشاروا إلى أن تلك الجهات تروج مقاطع فيديو قديمة لمحاولات تسلل من مدينة الفنيدق بهدف خلق حالة من الفوضى وتضليل الرأي العام. وقد تصدت الأجهزة الأمنية المغربية لمحاولة عشرات المهاجرين اقتحام السياج الحدودي لسبتة بناءً على دعوات للهجرة الجماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية أنها تمكنت من إحباط أكثر من 45 ألف محاولة هجرة غير قانونية منذ بداية العام، مشيرة إلى أنها منعت خلال شهر أغسطس وحده 11300 محاولة عبور لسبتة، و3300 محاولة عبور لمليلية.
مواقف الحكومة المغربية
وفي هذا السياق، صرّح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، بأن الحكومة قدمت 152 شخصاً أمام القضاء بتهم التحريض على الهجرة السرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبراً عن أسفه لما يحدث من تحريض الشباب للهجرة بطرق غير قانونية.
كما أكد بايتاس أن المغرب، رغم نجاحه في كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا، يؤكد دائماً أن البعد الأمني وحده لا يكفي، داعياً إلى ضرورة تنمية البلدان الإفريقية الفقيرة لإقناع شبابها بالبقاء فيها.
إشادة بالجهود المغربية في دمج المهاجرين
في إطار المؤتمر، أبرزت العديد من المنظمات غير الحكومية جهود المغرب في استقبال ودمج المهاجرين، خاصة اللاجئين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأكدت رئيسة مرصد الصحراء للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، كاجمولا بوسيف، على التقدم الذي أحرزته المملكة في هذا المجال، حيث تقدم مراكز الاستقبال خدمات تتجاوز الإيواء لتشمل التعليم والتدريب المهني. كما أشاد جويل هاكيزيمانا، الأمين العام للمركز المستقل للبحوث والمبادرات، بالنموذج المغربي في دمج المهاجرين اقتصاديًا، مشيداً بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
دعوات لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في تندوف
من جهة أخرى، دعت المنظمات الدولية إلى ضرورة تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف. وطالب المشاركون بتدخل عاجل من المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، لضمان حقوق الصحراويين المحتجزين تحت سيطرة جبهة البوليساريو.
وفي نفس السياق، حذر زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الإفريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان، من سرقة المساعدات الإنسانية من قبل قيادات البوليساريو، مشيراً إلى فرض الجيش الجزائري طوقاً مسلحاً حول المخيمات لمنع خروج السكان والتضييق على المعارضين.
ختام المؤتمر وتوصيات
مع ختام فعاليات المؤتمر، شدد المشاركون على ضرورة التدخل الدولي لمعالجة الانتهاكات الإنسانية التي تحدث في تندوف، ودعوا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون مع المملكة المغربية، التي نجحت في التعامل مع تحديات الهجرة ودمج المهاجرين بطرق احترافية ومبنية على حقوق الإنسان.