نشرت مجموعة من مقاطع فيديو والصور المؤلمة التي تصور هجرة أن أكثر من 40 شاب وطفل مغربي، تمكنوا من الوصول إلى شاطئ “تراخال” بمدينة سبة (المحتلة) في موجة هجرة جماعية غير اعتيادية، فيما تدخلت السلطات بمدينة سبتة لانتشالهم من وسط البحر، في حين تمكن آخرون من الوصول بأنفسهم إلى غاية اليابسة.
وحملت جمعيات حقوقية وحقوقيون مغاربة، حكومة العدالة والتنمية الإخوانية، مسؤولية وفاة شابين غرقا أثناء محاولتهم الوصول سباحة من الفنيدق نحو سبتة المحتلة.
وقال مرصد الشمال لحقوق الإنسان في بلاغ له، إن الشابين توفيا غرقا في أعماق البحر، بحثا عن الكرامة قبل لقمة العيش متوجها إلى اسرهم وعائلاتهم بأحر التعازي والمواساة.
وأشار المرصد، أن موجة الهجرة غير نظامية الجديدة تأتي في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تمر منها المنطقة بشكل خاص، والمغرب بشكل عام، خصوصا مع القرارات المتتالية للحكومة المغربية- غير مفهومة- بحظر التجول عند الساعة 8 خلال شهر رمضان، دون توفير بدائل دعم، باستثناء لفائدة انشطة محدودة… مما أدى الى تضرر أغلب الأنشطة الاقتصادية غير المهيكلة التي تعتبر مصدر الدخل الوحيد لملايين المغاربة.
وأضاف البلاغ أن محاولات الهروب لمئات الشباب المغاربة من الواقع المأسف، تأتي في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، وواقع سياسي محبط، يسوده الفساد والريع واتساع الفوارق الطبقية والتحكم …. واستبعاد الشباب من الحياة العامة، وتحطيم امالهم في امكانية التغيير الايجابي، وصنع مستقبلهم بأيديهم.
ويرى المرصد الحقوقي أن في الوقت الذي يعيش المغرب على شرارات متتالية تنبأ بانتفاضات اجتماعية يؤمن صانعوا القرار بوهم الاستثناء المغربي، ويطلقون العنان للترويج لانتصارات متتالية في معارك أو برامج اقتصادية واجتماعية يكذبها الواقع المادي الفعلي والمؤشرات الصادرة عن مختلف المنظمات المعنية الوطنية والدولية.
من جهتها عزت اوساط حكومية ان موجة هجرة جماعية غير عادية التي عرفتها مدينة الفنيدق ضواحي تطوان، سببها يعود إلى تحركات مشبوهة لمجموعة من الأطراف والأشخاص التي تحرض شباب المدينة على المغامرة بأرواحهم عبر الدخول الى مدينة سبتة المحتلة بحرا.
واتهمت الحكومة، جهات وصفتها بالمعلومة بمحاول التغرير بشباب المنطقة من أجل المغامرة بأرواحهم لركوب صهوة البحر من أجل الدخول الى التراب السبتي المحتل.
في ذات الصدد قالت السلطات المختصة بمدينة الفنيدق انها فتحت تحقيق بالتنسيق مع النيابة العامة بتطوان، للتحقيق والبحث بشأن تحريض جهات على الهجرة السرية بشواطىء الفنيدق، عبر منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت السلطات، أنها رصدت تحركات على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي، من خلال مجموعات يتم إنشاؤها لغرض تسفيه جهود الدولة في التنمية، والعمل على تنزيل مشاريع كبديل للتهريب والقطاعات غير المهيكلة، والدعوة الى الهجرة الجماعية الى الجهة الأخرى، وذلك بغية إحراج السلطات المغربية وخدمة أجندات أجنبية معادية.
وتأثر سوق العمل المغربي من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، التي كان لها انعكاس مباشر على جميع القطاعات، وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط فإن المغرب فقد 589 ألف وظيفة عمل، وذلك ما بين الفصل الثاني من سنة 2019 والفترة نفسها من سنة 2020.
النائب البرلماني محسن مفيدي، يربط بين فقدان فرص العمل في القطاع المنظم وغير المنظم، وبين الإقبال الكبير على الهجرة غير القانونية عبر مختلف الوسائل، مؤكداً أن “الهجرة غير القانونية عادت بقوة وبأساليب جديدة خلال هذه الجائحة التي أدت لفقدان العديد من العاملين في القطاعات غير المهيكلة لعملهم”.