في البداية كانت جائحة كورونا والآن التضخم وأزمة الطاقة وارتفاع سعر الفائدة، ما يهدد دولا البلاد بالإفلاس.
وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري قد أقر في البرلمان بالصعوبات التي تعترض الشركات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة
أظهر تقرير مكتب “أنفوريسك” المتخصص في المعلومات القانونية والمالية حول الشركات المغربية والمغاربية، بشأن توقف نشاط الشركات بالمغرب، إذ خيم شبح الإفلاس على أكثر من 6660 شركة خلال النصف الأول من هذه السنة، بارتفاع سنوي ناهز 18 في المائة، فيما استأثرت المقاولات الصغرى بحصة الأسد بواقع أكثر من 98 في المائة من مجموع الشركات المفلسة.
ويتوقع أن يستقر عدد حالات إفلاس الشركات في المغرب خلال العام المقبل 13 ألف حالة، ليمثل زيادة بنحو 53 بالمئة مقارنة بسنة 2019، ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الرابعة عالميا، بعد كل من بولندا وإسبانيا وهنغاريا.
تطرح هذه الأرقام المرتفعة حالة الشركات المغربية، وخصوصا الصغيرة والمتوسطة التي ما زالت تعاني من تداعيات أزمة كورونا، لتنضاف إليها آثار التضخم وارتفاع أسعار مختلف المواد منذ بداية العام الماضي.
ولا يستبعد أن تزداد وتيرة الإفلاسات في ظل استمرار الظرفية الاقتصادية غير المواتية سواء دوليا أو وطنيا، ناهيك عن تأثيرات رفع سعر الفائدة الرئيسي من طرف بنك المغرب إلى 3 في المائة حيث من شأنه أن يحد من تمويل المقاولات، وبالتالي ضياع فرص إنقاذها من الإفلاس.
عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، قال إن “عدد حالات المقاولات المغربية التي أفلست أكبر بكثير من العدد الصادر عن أنفوريسك”؛ ذلك أن “الأرقام الصادرة تهم فقط الشركات المتمتعة بالشخصية المعنوية، دون المقاولات الصغيرة ذات الطابع الذاتي وشركات الأفراد”.
وأضاف المتحدث عينه أن “عدد المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة التي أفلست السنة الماضية بلغ 25 ألف حالة، 99 في المائة منها مقاولات صغيرة جدا، أي بزيادة قدرها 5000 ألف مقاولة مقارنة بسنة 2021 التي سجلت 20 ألف حالة إفلاس”، موضحا أن “حوالي 250 ألف مقاولة كانت مهددة بالإفلاس برسم العام الماضي”.
حسب معطيات الوثيقة ذاتها، فإن عدد حالات الإفلاس وسط الشركات المغربية قد ناهز سنة 2020 حوالي 6 آلاف و620 حالة، ليرتفع الرقم إلى 10 آلاف و552 حالة في سنة 2021، ثم إلى 12 ألفا و397 حالة سنة 2022.
رغم إفلاس أكثر من 12 ألف..نسبة تخلف المقاولات عن الأداء ترتفع لــ 65 مليار درهم
وفي حين تتجه أغلب إقتصادات العالم للشركات الناشئة والصغيرة من أجل الدفع بإقتصاداتها، فإن المغرب إختار الإتجاه المعاكس تماما، إذ تخلت حكومة رجل الأعمال بشكل شبه كلي عن الشركات الصغيرة والمتوسطة، تاركة إياها تواجه الأزمات المتتالية في السنوات الأخيرة، ما تسبلب في إغلاق عدد مهول منها، وبالتالي تعميق أزمة البطالة والضياع الذي يعيشه الشاب المغربي.
وسجل المغرب أكثر من 12 ألف حالة إفلاس بين الشركات الصغيرة جدا, الصغيرة والمتوسطة خلال العام 2022, على خلفية ارتفاع أسعار المواد الأولية وارتفاع نسبة التضخم التي بلغت مستويات قياسية بالبلاد.
وكشف تقرير لمكتب “أنفوريسك” المتخصص في تتبع وضعية المقاولات بالمغرب, أورده الإعلام المغربي الأسبوع الفارط, عن إفلاس 12 ألفا و397 شركة خلال العام 2022, بزيادة نسبتها 17,4 في المائة مقارنة بعام 2021, وأن نسبة إفلاس الشركات الصغيرة جدا قاربت حد الـ 100 بالمائة.
ووفقا لذات التقرير, فقد تم تسجيل 41 في المائة من حالات الإفلاس وسط الشركات في المحور الدار البيضاء-الرباط-طنجة, الذي يضم أكبر عدد من الشركات, وتشتغل 33 في المائة من المقاولات المفلسة في قطاع التجارة, و21 في المائة في قطاع العقار, و15 في المائة في البناء والأشغال العمومية.
وتعليقا على هذه الأرقام, قال رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة, عبد الله الفركي, في تصريحات إعلامية ، أن النسيج المقاولاتي المكون بالأساس من الشركات الصغيرة والمقاولين الذاتيين, أمضى سنة صعبة بسبب استمرار تداعيات أزمة كورونا, لتضاف إليها آثار التضخم وارتفاع أسعار مختلف المواد منذ بداية العام الماضي.
وذكر الفركي, في حديث لوسائل الإعلام المحلية, أن “نسبة الإفلاس قد تكون أكبر من الأرقام المعلنة, كما لا تزال هناك نسبة كبيرة مهددة بالإفلاس في ظل عدم تدخل الحكومة لتخفيف الآثار السلبية للوضعية الاقتصادية والمتسببة في التضخم المرتفع, ناهيك عن موسم الجفاف الذي أثر على الطلب المحلي”.
ورجح المتحدث, أن تزداد معاناة المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة خلال العام الجاري في ظل إستمرار الظرفية غير المواتية, ناهيك عن رفع سعر الفائدة الرئيسي من طرف بنك المغرب إلى 2.5 في المائة, مشيرا إلى أن هذا القرار “سيحد من تمويل هذه من المقاولات وبالتالي ضياع فرص إنقاذها من الإفلاس”.
وذكر رئيس الكونفدرالية, أن المقاولات الصغيرة ستواجه مقتضيات جديدة تقضي برفع الضريبة بموجب قانون مالية 2023, وهو ما سيزيد من حدة الإفلاس أو اللجوء إلى العمل في القطاع غير المهيكل, ناهيك عن استمرار عدد من المشاكل المتمثلة في صعوبة الولوج إلى الصفقات العمومية والعقار وطول آجال الأداء.
بنية الشركات في المغرب
تنقسم الشركات في المغرب إلى شركات صغيرة جدا وصغرى ومتوسطة وكبرى.
-
الشركات الصغيرة جدا: لا يتعدى رقم معاملاتها 3 ملايين درهم (حوالي 300 ألف دولار)، وعدد العمال فيها أقل من 10 أشخاص.
-
الشركات الصغرى: يتراوح رقم معاملاتها بين 3 ملايين و50 مليون درهم (بين 300 ألف و5 ملايين دولار).
-
الشركات المتوسطة: يتراوح رقم معاملاتها بين 50 مليونا و75 مليون درهم (بين 5 ملايين و7.5 ملايين دولار).
-
الشركات الكبرى: يتجاوز رقم معاملاتها 75 مليون درهم (7.5 ملايين دولار) أو تشغل أكثر من 200 عامل.