في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالشفافية والمحاسبة، يظل المغرب أمام تحديات كبيرة تهدد استقراره الاقتصادي والاجتماعي. في هذا السياق، تأتي مداخلات الدكتور إدريس الأزمي الإدريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، لتسليط الضوء على قضايا خطيرة ترتبط بتضارب المصالح واستئثار الفئات المحدودة بالثروات، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية.
حكومة “الاستئثار”… على حساب المواطن:
إنَّ ما وصفه الأزمي بـ”عقيدة اقتصادية متحيزة” هو انعكاس للسياسات الحكومية التي تفضّل مصالح أقلية مستفيدة على حساب الغالبية العظمى من المواطنين.
في هذا السياق، تبرز قضية صفقات تحلية المياه كأحد أبرز الأمثلة على الاستئثار بالموارد. هذه الصفقات، التي تُنفَّذ بطرق غامضة، تسمح لطبقة معينة بالاستفادة منها، ما يعمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويزيد من مستويات التفاوت الاجتماعي والفقر.
لكن تبقى القضية الأكبر في وجهة نظر الأزمي هي التضارب في المصالح الذي يشمل ليس فقط السياسة الاقتصادية ولكن يمتد أيضًا إلى المجال الاجتماعي والسياسي. إنَّ استغلال المناصب الحكومية لتحقيق مكاسب شخصية هو مصدر رئيسي في إعاقة الإصلاحات الضرورية في القطاعات المختلفة.
الفضاء المغربي للمهنيين: من الدفاع إلى المقاومة:
لكن أين هم المهنيون في مواجهة هذا الوضع؟ يرى الأزمي أن الفضاء المغربي للمهنيين، وهو كيان ذو تاريخ نضالي طويل، يحمل على عاتقه اليوم مسؤولية كبرى في تصحيح الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية.
فبعد أن لعبت الهيئات المهنية دورًا محوريًا في مواجهة الاستعمار، يجب أن تواصل اليوم النضال ضد الفساد والاقتصاد الريعي الذي يعطل التنمية الحقيقية.
ومع ذلك، يتساءل الأزمي: كيف يمكن تفعيل دور المهنيين بشكل أكبر؟ هل يمكن للفضاء المغربي للمهنيين أن يصبح أكثر فعالية في مواجهة الممارسات التي تستفيد منها قلة على حساب الغالبية العظمى من المجتمع؟
عبد الله بوانو يفتح النار: الحكومة تستهدف الأسرة المغربية وتعمّق أزمات المواطن