“من العيادة إلى السياسة: دعوة أوزين لطب شعبي يساهم في شفاء السياسة المريضة”

0
142

في خطوة غير تقليدية، دعا محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، خلال المؤتمر التأسيسي للهيئة الطبية الشعبية، أطباء الهيئة إلى “التطبيع مع العمل السياسي”، مشيرًا إلى الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبوه في تحسين السياسة المغربية في ظل الأزمات التي تعيشها البلاد. “علاش هيئة الأطباء، لأنها تتكون من خيرة الكفاءات، نريدكم كما تعالجون صحة المواطنين أن تعالجوا صحة سياستنا المريضة”، هكذا عبّر أوزين عن استغرابه من عزوف الأطباء عن العمل السياسي، في وقت تحتاج فيه السياسة المغربية إلى إصلاحات عميقة.

سؤال مفتوح: لماذا عزف الأطباء عن الانخراط السياسي رغم تأثر حياتهم اليومية بالتحديات السياسية؟

وبحسب أوزين، فإن الأطباء يعتبرون جزءًا أساسيًا في رسم السياسات العمومية، “أنتم المسؤولون عن تشخيص الأمراض ووصف العلاجات المناسبة للمرضى”، متابعًا أن دور الأطباء لا يتوقف عند معالجة المرضى، بل يمتد إلى الوقاية والتثقيف الصحي، وأيضًا المساهمة الفعالة في صياغة استراتيجيات صحية وطنية.

ولكن في المقابل، هل يمكن للمجتمع السياسي أن يتقبل “التطبيع” مع الأطباء في هذا السياق، خاصة في وقت يشهد فيه المجال السياسي تراجعًا في الثقة؟ فهل تكمن الحلول السياسية في تبني هذا الاتجاه؟

هل يمكن للأطباء أن يكونوا الحلّ السياسي؟

أوزين أكد في خطابه على ضرورة تحسين بنية النظام الصحي في المغرب، حيث يواجه تحديات عديدة، مثل نقص الموارد البشرية في المناطق النائية، وتفاوت توزيع الأطباء بين المدن والقرى، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الصحية في بعض المناطق.

وفي هذا السياق، تبرز أسئلة مهمة: هل يمكن تحسين هذه التفاوتات دون تدخل حقيقي من الفاعلين السياسيين؟ وكيف يمكن للأطباء المساهمة بشكل ملموس في هذه الإصلاحات؟

من التنظيم إلى الفعل: دعوة لتغيير النهج الحزبي

وفي إطار العمل الحزبي، أوزين دعا إلى إعادة هيكلة حزب الحركة الشعبية بشكل مبتكر، حيث أشار إلى أن الحزب لا يمكنه النجاح إذا ظل مغلقًا على فئة معينة من الشعب. بل يجب أن يفتح أبوابه لجميع فئات المجتمع المغربي. ففي حديثه عن الانفتاح على جميع شرائح المجتمع، هل سيساهم هذا النهج الجديد في تعزيز دور الحزب في توجيه السياسات العامة؟

كما ذكر أوزين أن المغاربة اليوم بحاجة إلى نمط جديد من العمل السياسي بعيدًا عن النظام التقليدي الذي يعتمد على الهياكل الشكلية والانتظار حتى موسم الانتخابات. ولكنه أيضًا طرح تساؤلات: هل هذا النهج سيجد صدى لدى المواطنين الذين فقدوا الثقة في السياسة؟ وهل سيكون قادرًا على جذب الأطباء والكفاءات المغربية التي ترفض الانخراط في العمل السياسي؟

الخاتمة: لماذا يبقى “التطبيع” مع السياسة خطوة أساسية؟

أوزين ختم كلمته بتأكيد أن العمل السياسي لا يمكن أن يقتصر على الأحزاب وحدها، بل يجب أن يشمل جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك الأطباء والمتخصصين الذين لهم دور محوري في تطوير السياسات الصحية وتوجيه البلاد نحو مستقبل أفضل.