من المنتظر أن يقوم رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى المغرب في بداية شهر يوليو المقبل.
وقد أفادت وسائل إعلام فرنسية، أن يقوم رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال في أوائل يوليو المقبل زيارة إلى المملكة المغربية الشريفة، في خطوة أخرى لإعادة العلاقات بين باريس والرباط، بعد الأزمة الصامتة غير المسبوقة التي عاشها البلدان على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وستكون رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الأولى له إلى المملكة منذ تسلّمه مهامه، وسط توقعات بأن تدشّن صفحة جديدة في العلاقات الفرنسية المغربية بعد سلسلة من الأزمات، تتويجا للجهود التي تبذلها باريس لإرساء شراكة شاملة مع المملكة، بعد اقتناعها بأهمية ثقلها الإقليمي والدولي.
وأشارت صحيفة “لا تيربين” الفرنسية إلى أن الزيارة المقررة لأتال إلى الرباط “ستمثل مرحلة جديدة في عملية إعادة الدفء للروابط بين باريس والرباط بعد سنتين من البرود الذي أصاب علاقاتهما الدبلوماسية”.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية ستتصدر ترتيبات الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المباحثات التي سيجريها مع كبار المسؤولين المغاربة.
وأدت مجموعة من الوزراء الفرنسيين خلال الآونة الأخيرة زيارات إلى المغرب تجسيدا لخارطة طريق تهدف إلى إعادة مياه العلاقات إلى مجاريها، فيما أعربت باريس عند استعدادها الجدّي لتعزيز تعاونها مع الرباط.
وكشف وزير الزراعة والسيادة الغذائية مارك فينسو والوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية مارك ريستر ووزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية برونو لومير خلال زياراتهم الأخيرة إلى الرباط رغبة واضحة في تعزيز التعاون مع المملكة في جميع المجالات.
استياء وجدل على وسائل التواصل الاجتماعي”من ظهور المحامي المعتقل محمد زيان في حالة “مأساوية” أثناء المحاكمة”
وأرسلت فرنسا خلال الفترة الماضية إشارات على عدد من لسان مسؤوليها تفيد باعتزامها إنهاء ترددها بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب الذي تطرحه المملكة كحلّ وحيد والأكثر وجاهة لإنهاء النزاع المفتعل.
وكان أتال ووزير خارجيته من المعادين لمصالح المغرب لكن الواقعية السياسية فرضت على فرنسا التي انحسر نفوذها في أفريقيا تصحيح مسار العلاقات للاستفادة من مبادرات المغرب، لا سيما مبادرة الأطلسي، وثقله أفريقيا وإقليميا، فضلا عن دوره المحوري في حفظ الاستقرار في منطقة شديدة الحساسية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه قد وصف، في ختام لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط في فبراير/شباط الماضي، العلاقات المغربية الفرنسية بـ”الفريدة” و”الاستثنائية”، مشددا على أن “باريس تدرك جيدا أن قضية الصحراء تعدّ مسألة وجودية بالنسبة إلى الرباط”.
وشكّل إعلان وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر خلال زيارته الأخيرة إلى الرباط استعداد بلاده للاستثمار في الصحراء المغربية أوضح إشارة على اقتراب باريس من مغادرة مربع التردد واتخاذ موقف داعم للقضية التي تقيس على أساسها الرباط صدق العلاقات.
كما أبدى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان خلال زيارته الأخيرة إلى الرباط رغبة بلاده في تعزيز التعاون الأمني مع المغرب الذي يلعب دورا بارزا في التصدي لكافة أشكال الجريمة العابرة للحدود والإرهاب، مشدا بجهود المملكة في اعتقال أكد أكبر بارونات المخدرات الفرنسية خلال الفترة الماضية.
وأكد كزافيي دريانكور السفير الفرنسي السابق في الجزائر في تصريح مؤخرا أن “بلاده تخطط بالفعل للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء”، مشيرة إلى أن الزيارة المقررة لماكرون إلى الرباط ستحمل توصيف “زيارة دولة” لأول مرة.
بدوره أشار المؤرخ الفرنسي بيير فيرميرين في تصريح لموقع “تليكسبريس” المغربي إلى “أن الرباط تنتظر من باريس موقفا رسميا وعلنيا بشأن مغربية الصحراء على غرار العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة”.