من سطات إلى الدار البيضاء: مهرجان “أرواح غيوانية” يعود في دورته الثانية باحتفاء جماعي بالتراث الغيواني

0
176

تنطلق يوم الخميس 30 ماي الجاري فعاليات الدورة الثانية من مهرجان “أرواح غيوانية”، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، في إطار تنزيل برنامج التنمية الجهوية (2022-2027) الرامي إلى تنويع العرض الثقافي وتعزيز الدينامية الفنية بمختلف مدن الجهة.

وتحل أولى محطات هذا المهرجان الغيواني بمدينة سطات، يومي 30 و31 ماي، من خلال برمجة غنائية غنية تعيد إحياء ذاكرة المجموعات الغيوانية الرائدة، وتفتح المجال أمام الأجيال الجديدة لمواصلة المسار الغيواني بروح متجددة.

سطات: بين “مسناوة” و”السهام”… ذاكرة غيوانية حية

تحتضن قاعة المركز الثقافي بسطات سهرتين فنيتين متميزتين. الأولى، مساء الجمعة، ستكون مع مجموعة “مسناوة” التي تعود إلى الواجهة برفقة أعضائها المؤسسين، حاملة إرثًا فنيًا عميقًا يتجذر في تربة الشاوية، مستلهمة من أهازيج الفلاحين وأغاني “الوترة” وموسيقى “السواكن”.

وتشارك في السهرة ذاتها مجموعات شابة مثل “اللمة” بقيادة مراد المهوري، التي تمزج بين الحس الغنائي والبحث الأكاديمي، إضافة إلى مجموعة “جورة” التي تحمل على عاتقها مواصلة النبض الغيواني.

أما سهرة السبت فتشهد حضور مجموعة “السهام” برصيدها الفني الممتد منذ السبعينات، إلى جانب مجموعة “بنات الغيوان” تحت إشراف الفنان احميدة الباهري، ومجموعة “حفاد الغيوان” بقيادة محسن أبو الزين، التي تمثل الامتداد الشبابي للغناء الملتزم.

بنسليمان: “ناس الغيوان” و”لمشاهب” على موعد مع الجمهور

ينتقل المهرجان إلى بنسليمان يومي 5 و6 يونيو، حيث يلتقي الجمهور مع مجموعة “ناس الغيوان” بقيادة عمر السيد، ومجموعة “أولاد السوسدي” التي تواصل إرث الراحل محمد السوسدي، إضافة إلى “أفريكا سلم”.

وفي اليوم الموالي، تحيي مجموعة “لمشاهب” أمسية خاصة بمشاركة أعضائها المؤسسين حمادي وسعيدة بيروك، إلى جانب مجموعة “جنان الغيوان” من بوزنيقة، و**”العاشقين”** التي تأسست في سيدي عثمان منتصف السبعينات، ومجموعة “صابا قدوس”.

الدار البيضاء: الختام بمذاق سامفوني

تحتضن العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء المحطة الختامية للمهرجان يومي 13 و14 يونيو، بحفل غنائي كبير تشارك فيه مجموعة “تكدة”، أحد أعمدة الأغنية المغربية الأصيلة، إلى جانب الفنان محمد الدرهم ونبيل الخالدي في وصلة غيوانية متنوعة.

ويُختتم المهرجان بحفل موسيقي ضخم يقدم عرضًا سامفونيًا تشارك فيه أكثر من 50 موسيقيًا بقيادة المايسترو مولاي رشيد الركراكي، ترافقهم مجموعات “ناس الغيوان”، “لمشاهب”، والفنان عبد الكريم القسبجي من مجموعة جيل جيلالة، في توليفة تعكس تلاقي الأجيال الغيوانية.

ندوات وفكر مصاحب

وإلى جانب الفقرات الفنية، يتضمن المهرجان يوماً دراسياً حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والحماية الاجتماعية للفنان، بالإضافة إلى ندوة فكرية بمشاركة باحثين وممثلي مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، مما يعزز من مكانة المهرجان كمشروع ثقافي متكامل يمزج بين الإبداع والتأطير.